الحلقة الخانقة حول ظاهرة الإرهاب بدأت تضيق شيئا فشيئا بعد تقليص عدد الإرهابيين المسجلين في قائمة المطلوبين, لا شك ان رجالات الأمن بذلوا ومازالوا يبذلون جهودا حثيثة يشكرون عليها في ملاحقة اولئك المجرمين, غير ان المواطنين العاديين في الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد لاحتواء تلك الظاهرة الخبيثة عليهم ان يتحولوا الى رجالات أمن للتبليغ عن مكان أي ارهابي, فالمواطن يجب ان يتحول الى رجل أمن بحكم ان الأعمال الإرهابية ليست موجهة في واقع الأمر الى فئة من البشر في هذه البلاد دون فئة, فالجميع معرضون لجرائم اولئك الإرهابيين الضالين والساعين في الأرض فسادا وخرابا وقتلا وتدميرا دون أي وازع, فدور المواطن هام للغاية فهو ورجل الأمن مكلفان معا بحفظ استقرار هذا الوطن وأمانه وطمأنينة اهله والمقيمين على تراب اراضيه الطاهرة, فأولئك الإرهابيون لا يفرقون بين البشر وهم يزاولون اعمالهم الشيطانية البغيضة, فقد يسقط الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من جراء تلك الأعمال, لا لذنب ارتكبوه سوى ان حظهم العاثر اوقعهم بين ايدي اولئك القتلة المارقين, فأفاعيلهم المخزية لابد وان تحرك مشاعر كل مواطن, كما ان التستر على كل ارهابي هو عمل مرفوض وشنيع, والمتستر على الظلم ظالم كمن اقترف كل جريمة وارتكبها, فالحس الايماني والوطني لابد ان يكون سيد الموقف لمن تسول له نفسه التستر على الارهابيين بالايواء او عدم التبليغ او بأي شكل من اشكال التستر, وهذا ما يأمله كل مسؤول وكل مواطن غيور في هذه البلاد الآمنة المطمئنة, كما ان الظروف العصيبة التي يمر بها هذا الوطن وذلك لاجتثاث الارهاب من جذوره تتطلب من الجميع ان يكونوا عند حسن الظن بهم, فالمعلمون والتربويون والعلماء ورجال الفكر والخطباء على منابرهم واولياء الأمور وسواهم عليهم مسؤوليات وطنية كبرى للمساعدة علىغرس بذور الخير بين ابناء هذا الوطن وتنقية عقولهم من تلك الأفكار الدخيلة التي يحاول الارهابيون بها تضليل شباب هذه الأمة والزج بهم في متاهات الفتن والانحرا ف والتطرف, فمسؤولياتهم كبيرة, والتعاون بين الجميع واجب لاحباط كيد تلك الفئة الشريرة الضالة حتى تبقى هذه الديار دائما واحة أمن وارفة وممتدة كما عرفت منذ تكوينها حتى العصر الحاضر.