يعتبر دخول المرأة مجال السياحة في المملكة حديثا نسبياً بين قبول البعض ورفض الاخر لكن المؤيدين لهذا المجال يرون فيه تجسيداً حقيقياً لانماء الاقتصاد الوطني ومحاولة الاسهام في مجال دفع عجلة الاستثمار في المملكة خاصة ان قطاع السياحة تتعدد ملفاته فمن اهم الاماكن السياحية واساليب الجذب السياحي وكيفية تفعيل الخريطة السياحية واسهام المرأة فيها كان محور لقاء اليوم مع مها عدنان قزاز خبيرة السياحة السعودية. الوعي السياحي @ في البداية هل لنا ان نتعرف على اسباب تخصصكم في مجال السياحة خاصة وانت اول فتاة سعودية تدرس في كلية السياحة والفنادق بالقاهرة؟ * بالطبع.. واجهت في البداية العديد من الصعوبات.. وذلك عندما طرحت فكرة رغبتي في الدراسة في كلية السياحة والفنادق في القاهرة.. واجهت صعوبة.. ليس لانني سأدرس بالقاهرة.. ذلك لان عائلتي معي ولله الحمد في القاهرة.. ولكن لان مجال الدراسة كان امامي متعدد الاختيارات وقد كانت امامي ايضاً فرص لدراسة العديد من التخصصات العلمية.. وقد اخترت التخصص في مجال السياحة.. نظراً لانني ارى ان السياحة هي النافذة المفتوحة على العالم اجمع كما انني اشعر دوماً بأن المواطن العربي بالرغم من امتلاكه رصيدا رائعا من الحضارات والثقافات عبر مختلف العصور وبالرغم من امتلاكه العديد من الأماكن السياحية يجهل الكثير من الامور البسيطة جداً في التعامل مع السياحة ومن هنا فلا بد من رفع الوعي السياحي لديه.. ليحقق مردودا رائعا من السياحة العربية فقط لو راعى بعض السلوكيات البسيطة. قائمة مشرفة @ دخول المرأة السعودية في مجال السياحة من الامور الغريبة جداً بل ومن الممكن ان تواجه من خلالها المرأة الكثير من المشاكل.. هل من تعليق؟ * بكل تأكيد.. ولكن اذا ما تم الالتزام بمفهوم الثقافة الاسلامية والعادات والتقاليد التي تفخر بها المرأة السعودية.. واذا ما كان دخول الفتاة السعودية مجال السياحة من خلال التخصص الاكاديمي.. وتقديم المشاركة في مجال رأس المال او الدخول في مجال تنشيط السياحة الداخلية من خلال الاهتمام بتفاصيل اقتصاديات السياحة فهذا امر يدعو للفخر ولله الحمد.. وهنا وعلى سبيل المثال قائمة سيدات الاعمال السعوديات مليئة جداً بالاسماء المشرفة.. صاحبة الريادة في الكثير من المشاريع السياحية.. كما ان المرأة السعودية دخلت مجال السياحة كما دخلت في مجال التمريض والمجال الصحي واثبتت ان الحجاب الاسلامي والحفاظ على العقيدة الاسلامية امر لا يتعارض على الاطلاق مع المفاهيم الاساسية للعمل في قطاع السياحة. مفهوم ومعنى @ وماذا عن رسالتكم للمرأة السعودية صاحبة رأس المال وتدعيم خطط المملكة السياحية؟ * هنا لي رسالة دائماً ما اركز عليها.. وهي ان السياحة كمفهوم ومعنى امر لا ينفصل عن الاقتصاد في أي بلد وبالتالي فان السياحة في المملكة لا تنفصل ايضاً عن الاقتصاد والتنمية.. وهنا لا بد وان تشارك المرأة السعودية بقوة في دعم المشاريع السياحية.. ولا بد وان تتشارك ايضاً بقوة في تقديم منتجات شعبية تراثية تهم السائحين والمترددين على المملكة خاصة من يقوم بالسياحة الدينية.. من معتمرين وحجاج.. ومن الممكن ان تنجح المرأة السعودية.. بقوة في تقديم منتج سياحي منخفض السعر ينافس منتجات شرق اسيا من حيث الجودة والسعر.. منتج يسعد به كل سائح وكل زائر لبلادنا..ولتكن تلك المنتجات بسيطة مثل "السبح.. الاثواب.. التحف التراثية .. العباءات.. والطرح.. وغيرها" والصناعات الغذائية.. مثل التمور وما يرتبط بها من حلوى تقليدية.. تشتهر بها المملكة وممكن ايضاً ان نستفيد بخبرات النساء السعوديات في مجال صناعة الحلي.. ونحرص على امداد السوق بحلي جميلة رخيصة الثمن ومصنوعة في المملكة تكون خير سفير لنا في الخارج .. والافكار البسطية كثيرة جداً.. فقط تحتاج الى تعاون وتشجيع .. هذا اذا ما اهتمت هيئة تنشيط السياحة بتنظيم معارض تحمل شعار (صنع في المملكة) واهتمت بانتشار هذه المعارض وتواجدها في اماكن قريبة من اقامة السائحين وعملت على توفيرها لهم.. سوف.. تحقق مردودا اقتصاديا جيدا لكل من يهتم بالحرف الشعبية التراثية.. ذلك لان السياحة وكما ذكرنا لا تنفصل عن عجلة الاقتصاد.. وهي مكملة له. أفكار ومقترحات @ باعتبارك متخصصة في مجال السياحة.. ترى ماذا عن اهم الافكار والمقترحات التي من الممكن الالتزام بها لزيادة حجم الاستثمار الوطني والاجنبي في المشروعات السياحية.. خاصة بعد تعديل القوانين ووضع التسهيلات لمنح تأشيرات الدخول السياحية للمملكة؟ * هنا بعض الافكار والمقترحات منها.. زيادة منح تراخيص العمل للمتخصصين في مجال دراسات الجدوى وتقييم المشاريع.. حتى نضمن نجاح الاستثمار في المشروعات السياحية وتفادي الدخول في مشروعات غير مدروسة. * الدعوة عبر وسائل الاعلام للسياحة.. والتأكيد عن الجدوى الاقتصادية منها.. مع العمل على انشاء بنك لدعم المشروعات السياحية. * العمل على تذليل العقبات التي تعترض السائحين في التحويلات واسعار الصرف.. ودراسة امكانية التعامل بالشيكات السياحية. * الاهتمام بتقييم المنتج السياحي بالمملكة وتصنيفه حسب انواع السياحة. * وكذا تجنب المغالاة في اسعار الاقامة في الفنادق وتذاكر السفر على الطائرات والسفن. * اضافة مواد تتعلق بتعريف الطلاب ببلادهم بصورة موسعة. * فتح المزيد من المعاهد المتخصصة في مجال السياحة والسفر تمنح الخريجين دبلوماً متوسطاً يؤهل للعمل في مجال شركات الطيران والفنادق والارشاد السياحي وبقية العلوم السياحية التي تحتاجها المملكة وكذلك الكليات والمعاهد العليا. * تكثيف الدورات التدريبية للعاملين في قطاع السياحة.