أكدت دراسة حديثة نشرت مؤخراً على الدور الفعال لبرنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في تعزيز النمو الاقتصادي للدول والنهوض به. ويعد برنامج "الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر" ICDL)) المعيار القياسي المعتمد والمعترف به دولياُ لتحديد مستوى إتقان مهارات مستخدمي الكمبيوتر، وذلك من خلال توفير برامج متقدمة تساعد على تطوير وصقل المهارات التكنولوجية لمستخدمي الكمبيوتر. وقد اجريت هذه الدراسة في ايرلندا، البلد المؤسس لهيئة الرخصة الاوروبية لقيادة الكمبيوتر، حيث أشارت الى أن الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في ايرلندا قد حققت أرباحاً كبيرة للإقتصاد الايرلندي تقدر ب 362 مليون يورو، كما أنها ساهمت في توفير 4400 فرصة عمل منذ انطلاق هيئة الرخصة الاوروبية لقيادة الكمبيوتر في ايرلندا عام 1997. ويلاقي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر إقبالاً واسعاً لدى كافة مستخدمي الكمبيوتر، نظراً لدوره الحيوي في تعزيز مدى إجادة التطبيقات التكنولوجية المختلفة اللازمة لحصولهم على فرص عمل تناسب تطلعاتهم. ولا يقتصر نجاح الرخصة الاوروبية في ايرلندا فحسب، بل يمتد ليشمل أكثر من 135 دولة من شتى أنحاء العالم. وتمت ترجمته أيضاً الى أكثر من 34 لغة، من ضمنها اللغة العربية. ويشارك في هذا البرنامج أكثر من 375 مليون شخص حول العالم، وتعتمده مئات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية كمعيار لتحديد درجة مستوى إتقان مهارات مستخدمي الكمبيوتر. من ناحيةٍ أخرى، حظي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر بقبول واسع في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث قام عدد من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي بتبني هذا البرنامج أو بالتوصية به لرفع كفاءة وقياس مهارات استخدام الكمبيوتر لدى موظفيها. وتم إنشاء عدد من مراكز التدريب والاختبار في كافة أنحاء المنطقة بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية العالمية. وقال ريتش ماكلارين، مدير برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في الإمارات: "يهدف هذا البرنامج الى تعزيز الوعي المعلوماتي وصقل المهارات التقنية لدى كافة فئات المجتمع في العالم لتلبية احتياجات شريحة كبيرة من الدارسين الذين يتطلعون للحصول على شهادة متقدمة لتوثيق مدى إجادتهم المهارات التكنولوجية المختلفة، كما يحقق هذا البرنامج وفورات اقتصادية بالمقارنة مع الأنظمة التعليمية الأخرى. ويلعب أيضاً دوراً حيوياً في دول منطقة الشرق الاوسط، نظراً للتوجه المتزايد نحو تبني الحلول والتقنيات المتطورة من قبل مؤسسات الأعمال والأفراد على حد سواء". ومنذ إطلاق الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في الشرق الأوسط عام 2001، أظهرت حكومات بعض دول الشرق الأوسط وفي مقدمتها المملكة والكويت وسلطنة عمانوالإمارات العربية المتحدة ومصر والاردن دعمها الكامل لهذا البرنامج. ويتزايد توجه الوزارات والمؤسسات الاخرى في كل من المملكة و الكويت وسلطنة عمان ودولة الإمارات لتبني هذا النظام لما له من أثر في تطوير مهارات استخدام الكمبيوتر لدى موظفيها. ويلاقي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في المملكة اهتماماً ملحوظاً من قبل العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية، من ضمنها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (GOTEVOT) وجامعات المملكة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وقد تم بالفعل تدريب أكثر من 10 آلاف طالب حتى اليوم، بينما يتم حالياً تدريب واختبار مجموعة كبيرة اخرى من المتدربين في مختلف مراكز الرخصة المعتمدة. وفي هذا الصدد، يلاقي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في مصر دعماً من وزارة التعليم ووزارة التعليم العالي وحكومة مصر الالكترونية. ووجهت الحكومة الاردنية كافة العاملين لديها للحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر بحلول العام 2006. ويلاقي البرنامج دعماً مماثلاً في الكويت من قبل وزارة التعليم ووزارة التعليم العالي وحكومة الكويت الالكترونية. وفي سلطنة عمان، تبنت وزارة الاقتصاد الوطني العمانية برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، كما يجري العمل مع الوزارات الاخرى لتبني هذا البرنامج. وتسعى الوزارة الى إتاحة هذا البرنامج لكافة الموظفين لدى الهيئات الحكومية والتنسيق بصورة مباشرة مع وزارة التعليم لضمان التحاق كافة المدرسين بهذا البرنامج. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أطلقت حكومة دبي الالكترونية برنامجين للحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، كجزء من مبادرتها "التقنية للجميع" (e4all). ويهدف هذان البرنامجان الى تأهيل كافة الكوادر البشرية العاملة في المؤسسات الحكومية وتزويدهم بمهارات الكمبيوتر الأساسية. كما أطلقت حكومة دبي الالكترونية أيضاً مبادرة "المواطن الالكتروني" (e-Citizen) التي تهدف الى زيادة الوعي المعلوماتي لكافة المواطنين بكيفية الاستفادة من الخدمات الالكترونية التي توفرها حكومة دبي الالكترونية. وتبنت منطقة أبو ظبي التعليمية وهيئة المياه والكهرباء في أبو ظبي نظام الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر لتأهيل 7 آلاف مدرس من قطاع التعليم و10 آلاف موظف من العاملين لدى هيئة المياه والكهرباء في أبو ظبي. وقد اعتمدت العديد من الجامعات في دولة الإمارات هذا النظام لتدريب وتأهيل المدرسين والطلاب على حد سواء. وتم تنظيم مكاتب الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في دول الشرق الأوسط من قبل مكتب القاهرة الإقليمي لمنظمة اليونسكو (UNESCO UCO) لتلبية الطلب المتزايد للحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر. من جهته، قال ديفيد كاربنتر، المدير التنفيذي للهيئة الاوروبية لقيادة الكمبيوتر: "تأسست الرخصة الاوروبية لقيادة الكمبيوتر بهدف تلبية تطلعات الدارسين الراغبين في صقل وتعزيز قدراتهم على التعامل مع تطبيقات الكمبيوتر المختلفة. وخلال مدة قصيرة من الزمن، باتت الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر المعيار العالمي لتوثيق مهارات مستخدمي الكمبيوتر، كما أنها تلاقي إقبالاً متزايداً من قبل المؤسسات والمنظمات في شتى أنحاء العالم". وأضاف كاربنتر: "اعتمد نظام الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر برامج متنوعة، من ضمنها برامج المهارات المتساوية (equal skills) وبرنامج المواطن الالكتروني (e-citizen). وتهدف هذه البرامج الى تطوير المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات الذي يعد عاملاً حيوياً هاماً في قطاعات الأعمال والقطاعات الاخرى. ويساهم برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في تعزيز الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التي تطمح اليها حكومات الدول من خلال تزويد الدارسين في هذا البرنامج بالمهارات التقنية الاساسية اللازمة لحصولهم على فرص توظيف مناسبة تلبي طموحاتهم".