يعد برنامج (الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر) (ICDL) المعيار القياسي المعتمد والمعترف به دوليا؛ لتحديد مستوى إتقان مهارات مستخدمي الكمبيوتر. وقد لاقى هذا البرنامج نجاحاً كبيراً في العديد من دول العالم، من ضمنها أيرلندا، حيث كشفت دراسة حديثة، قامت بها الدكتورة سوزان أودنيل - من مركز بحوث تقنية المعلومات - مؤخراً، أن الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في أيرلندا، قد حققت أرباحاً طائلة للاقتصاد الأيرلندي تقدر ب 362 مليون يورو، منذ إنطلاق هيئة الرخصة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر في أيرلندا عام 1997. وكشفت هذه الدراسة - التي نشرت حديثاً في دبلن، مقر هيئة الرخصة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر- كشفت النقاب عن النجاح الذي حققته الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في أيرلندا، بتوفير شهادة متقدمة لتحديد مدى إجادة مهارات التعامل مع التطبيقات التكنولوجية المختلفة اللازمة، لحصولهم على فرص توظيف تلبي طموحاتهم، حيث تم توظيف أكثر من 4400 مواطن في أيرلندا في الآونة الأخيرة. ووفقاً لهذه الدراسة، إنضم أكثر من مائتين وخمسين ألف مواطن في أيرلندا، لبرنامج الرخصة الالكترونية لقيادة الكمبيوتر، وهم يشكلون نسبة 6 بالمائة من إجمالي عدد السكان. وتعتمد العديد من المؤسسات الحكومية وشركات الأعمال هذه الرخصة، كوسيلة لتعزيز الوعي المعلوماتي، وصقل مهارات التعامل مع تطبيقات الكمبيوتر الأساسية. ولا يقتصر نجاح الرخصة الأوروبية في أيرلندا فحسب، بل يمتد ليشمل أكثر من 135 دولة من شتى أنحاء العالم هذا البرنامج. وتمت ترجمته أيضاً إلى أكثر من 34 لغة، من ضمنها اللغة العربية. ويشارك في هذا البرنامج أكثر من 375 مليون شخص حول العالم، وتعتمده العديد من مؤسسات الأعمال الحكومية وغير الحكومية، كمعيار لتحديد درجة مستوى إتقان مهارات مستخدمي الكمبيوتر. من ناحيةٍ أخرى، حظي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، بقبول واسع في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث قام عدد من حكومات دول مجلس التعاون الخليجي، بتبني هذا البرنامج أو بالتوصية به ؛ لرفع كفاءة وقياس مهارات استخدام الكمبيوتر لدى موظفيها. وتم إنشاء عدد من مراكز التدريب والاختبار في كافة أنحاء المنطقة، بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية والأكاديمية العالمية. وقال ريتش ماكلارين - مدير برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في الإمارات -: يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الوعي المعلوماتي، وصقل المهارات التقنية لدى كافة فئات المجتمع في العالم ؛ لتلبية احتياجات شريحة كبيرة من الدارسين، والذين يتطلعون للحصول على شهادة متقدمة ؛ لتوثيق مدى إجادتهم للمهارات التكنولوجية المختلفة، كما يحقق هذا البرنامج وفورات اقتصادية، بالمقارنة مع الأنظمة التعليمية الأخرى. ويلعب أيضاً دوراً حيوياً في دول منطقة الشرق الأوسط، نظراً للتوجه المتزايد نحو تبني الحلول والتقنيات المتطورة، من قبل مؤسسات الأعمال والأفراد على حد سواء. ومنذ إطلاق الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في الشرق الأوسط عام 2001، أظهرت حكومات بعض دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها المملكة والكويت وسلطنة عمانوالإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، دعمها الكامل لهذا البرنامج. وفي هذا الصدد، يلاقي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في مصر دعماً من وزارة التعليم، ووزارة التعليم العالي، وحكومة مصر الالكترونية. ووجهت الحكومة الأردنية كافة العاملين لديها للحصول على شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر بحلول العام 2006. ويلاقي البرنامج دعماً مماثلاً في الكويت، من قبل وزارة التعليم، ووزارة التعليم العالي، وحكومة الكويت الالكترونية. ويتزايد توجه الوزارات والمؤسسات الأخرى، في كل من المملكة والكويت وسلطنة عمان ودولة الإمارات لتبني هذا النظام ؛ لما له من أثر في تطوير مهارات استخدام الكمبيوتر لدى موظفيها.ويلاقي برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في المملكة، اهتماماً ملحوظاً من قبل العديد من المؤسسات والهيئات الحكومية، من ضمنها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (GOTEVOT)، والجامعات بالمملكة، مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وقد تم بالفعل تدريب أكثر من 10الاف طالب حتى اليوم، بينما يتم حالياً، تدريب واختبار مجموعة كبيرة أخرى من المتدربين في مختلف مراكز الرخصة المعتمدة. وفي سلطنة عمان، تبنت وزارة الاقتصاد الوطني العمانية، برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، كما يجري العمل مع الوزارات الأخرى لتبني هذا البرنامج. وتسعى الوزارة إلى إتاحة هذا البرنامج لكافة الموظفين لدى الهيئات الحكومية، والتنسيق مع وزارة التعليم ؛ لضمان التحاق كافة المدرسين بهذا البرنامج. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، أطلقت حكومة دبي الالكترونية برنامجين للحصول على الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، كجزء من مبادرتها (التقنية للجميع) (e4 all). ويهدف هذان البرنامجان إلى تأهيل كافة الكوادر البشرية العاملة في المؤسسات الحكومية، وتزويدهم بمهارات الكمبيوتر الأساسية. كما أطلقت حكومة دبي الالكترونية - أيضاً - مبادرة (المواطن الالكتروني) (e-Citizen) التي تهدف إلى زيادة الوعي المعلوماتي لكافة المواطنين، بكيفية الاستفادة من الخدمات الالكترونية التي توفرها حكومة دبي الالكترونية. من جهته، قال ديفيد كاربنتر- المدير التنفيذي للهيئة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر- : تأسست الرخصة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر ؛ بهدف تلبية تطلعات الدارسين الراغبين في صقل وتعزيز قدراتهم على التعامل مع تطبيقات الكمبيوتر المختلفة. وخلال مدة قصيرة من الزمن، باتت الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، المعيار العالمي لتوثيق مهارات مستخدمي الكمبيوتر، كما أنها تلاقي إقبالاً متزايداً من قبل المؤسسات والمنظمات في شتى أنحاء العالم .وأضاف كاربنتر: اعتمد نظام الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر برامج متنوعة، من ضمنها : برامج المهارات المتساوية (equal skills)، وبرنامج المواطن الالكتروني (e-citizen). وتهدف هذه البرامج إلى تطوير المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات، والذي يعد عاملاً حيوياً هاماً في قطاعات الأعمال والقطاعات الاخرى. ويساهم برنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، في تعزيز الأهداف الاقتصادية والاجتماعية، التي تطمح إليها حكومات الدول، من خلال تزويد الدارسين في هذا البرنامج بالمهارات التقنية الأساسية اللازمة ؛ لحصولهم على فرص توظيف مناسبة تلبي طموحاتهم.