شدد مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية المستدامة الذي اختتم اعماله مؤخراً في ابوظبي على حتمية تفعيل حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدفع عجلة برامج التنمية المستدامة وتطوير مجتمعات تعتمد على المعرفة، وذلك من خلال التركيز على اهمية محو الامية التقنية ونشر الوعي المعلوماتي بين مختلف قطاعات المجتمع. واقيم هذا المؤتمر تحت رعاية الفريق الركن طيار سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي رئيس اركان القوات المسلحة وحضور سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس «هيئة مياه وكهرباء ابو ظبي» والتي قامت بتنظيم المؤتمر. وسلط المؤتمر الضوء على دور تكنولوجيا المعلومات في تطوير المجتمعات ودعم برامج التنمية المستدامة وتحسين مستوى معيشة الافراد من خلال تعزيز قدراتهم على الاستخدام الامثل لمختلف الانظمة التقنية الحديثة. وخلال اعمال مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، شدد ديفيد كاربنتر، المدير التنفيذي ل«مؤسسة الرخصة الاوروبية لقيادة الكمبيوتر» (ECDL Foundation) على ضرورة الاستخدام الفعال لحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق تحولات اجتماعية ايجابية ودعم برامج «التنمية المستدامة» وتطوير مجتمعات رقمية، استناداً الى ادخال برامج تعليم تكنولوجيا المعلومات ضمن مختلف المراحل التعليمية. وقال كاربنتر: «تهدف العملية التعليمية الى تطوير حياة الانسان في العالم وتعزيز العلاقة التفاعلية بين الانسان والبيئة التي يعيش فيها. وتعتبر حلول تكنولوجيا المعلومات اداة هامة لتسهيل نشر المعرفة ودعم الانشطة التعليمية ومفهوم التعليم المستمر، ويتحتم ايضاً المكاملة بين مشاريع تطوير البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والعمل على الارتقاء بالمهارات التقنية لدى كافة افراد المجتمع. وبات ضرورياً المبادرة باتخاذ خطوات جادة لزيادة دور تكنولوجيا المعلومات بوصفها قوة دفع رئيسية لجهود التحول الاجتماعي في نظام العولمة الحديث». وقال جميل عزو، مدير عام مؤسسة «الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في دول مجلس التعاون الخليجي»: «تشهد دول مجلس التعاون الخليجي تطورات ايجابية عديدة على كافة الاصعدة، كما يتزايد الاعتماد على تطبيقات الانترنت واستخدام الكمبيوتر في مختلف القطاعات، ولضمان استثمار هذه التطورات، يتحتم علينا الاصلاح بدءاً من القاعدة، حيث يجب اعطاء التعليم التقني نفس درجة الاهمية التي تحظى بها المواد الدراسية الاخرى». وحرصت الحكومة في مختلف انحاء العالم على توفير التعليم التقني في المدارس، بوصفها وسيلة هامة لخلق قوة عمل تمتلك المهارات التكنولوجية اللازمة لاغتنام الفرص المتاحة في مجتمع المعرفة الرقمي، وفيما يخص دول مجلس التعاون الخليجي، ادرك متخذو القرارات وواضعو السياسات والمحللون وعلماء الاجتماع اهمية تكنولوجيا المعلومات لتطور المنطقة، حيث تبنت حكومات المنطقة برامج للاصلاح يتم بموجبها اعتماد تكنولوجيا المعلومات في مختلف المجالات التعليمية. وقال كاربنتر: «في ضوء هذه المبادرات، يجب على المعلمين تطوير الممارسات المهنية التي يتبعونها في الفصول الدراسية،ومازال عدد قليل فقط من برامج تدريب المعلمين تشمل استخدام الكمبيوتر في الفصول الدراسية. وعلاوة على ذلك، هناك العديد من التحديات الاخرى التي يجب التغلب عليها قبل ان يكون لحلول تكنلوجيا المعلومات والاتصالات اسهام فاعل في دول مجلس التعاون الخليجي» ، وتحولت القاعدة الاقتصادية في الدول الصناعية للتركيز على المعرفة بدلاً من الصناعة، واستوجب هذا التحول العمل على تعزيز مهارات الكوادر البشرية وتزويدهم بخبرات تكنولوجية متطورة. وساهمت تقنيات المعلومات. في إحداث تغيير في بيئة العمل وطبيعة المهارات اللازمة في كافة التخصصات. وتواجه الأنظمة التعليمية في دول مجلس التعاون الخليجي في الوقت الحالي تحدي تطوير النظم التعليمية لخلق قوى عاملة يمتلكون المهارات التكنولوجية الضرورية. واضاف كاربنتر: «تلعب «الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر» دوراً هاماً في دعم قضية التعليم التقني في المنطقة، بوصفها الشهادة التقنية الأكثر انتشاراً في العالم. وحظيت الرخصة بإقبال كبير في دول مجلس التعاون الخليجي، كونها تتلاءم مع الإحتياجات النوعية للدارسين بغض النظر عن الجنس او السن او درجة إجادتهم للكمبيوتر. وحققت دول مجلس التعاون الخليجي تقدماً كبيراً في مجال تبني الرخصة خلال فترة قصيرة نسبياً، حيث تحتل المنطقة المرتبة السادسة ضمن مناطق العالم التي حققت زيادة كبيرة في مجال تطبيق برنامج الرخصة». وخلال زيارته للمنطقة وبالنيابة عن «مؤسسة الرخصة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر» (ECDL Foundation) و«مؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في دول مجلس التعاون الخليجي»، قام كاربنتر بتكريم سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، رئيس «هيئة مياه وكهرباء أبو ظبي» تقديراً لجهوده ودعمه المتواصل لمبادرات محو الأمية التكنولوجية في المنطقة وبرامج «الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر» في دولة الإمارات ومصر واليمن. كما تم تكريم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الإمارات والدكتور احمد سيف الدرمكي، مدير التخطيط والتطوير في «هيئة مياه وكهرباء ابو ظبي» (ADWEA) والدكتور حمود السعدون، وكيل وزارة التربية في الكويت لدعمهم المتواصل لشهادة «الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر» ورفع الوعي المعلوماتي في دول مجلس التعاون الخليجي. واضاف كاربنتر: «في ضوء معطيات مجتمع المعرفة والمعلومات المعاصر، تكتسب المسؤوليات التي تعنى بها مؤسسة «الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في دول مجلس التعاون الخليجي» اهمية خاصة في مجال الإشراف وادارة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في المنطقة. وتعتبر عملية تبادل المعلومات والآراء والمناهج في قطاع تكنولوجيا المعلومات ضرورة حيوية لتلبية احتياجات المجتمعات. ونشكر الحكومة والهيئات التعليمية ومتخذي القرارات في المنطقة على دعمهم لبرنامج الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر».