كان هناك نوع واحد فقط من السيارات الفخمة ينتج في الصين منذ بضعة أعوام. وكانت هذه السيارة الفخمة هي (العلم الاحمر) التي كانت تنتج خصيصا لكبار مسؤولي الحكومة والحزب. وكانت هذه السيارة القوية فخمة جدا، لكن لم يدخل عليها الكثير من التعديلات والتحسينات منذ أن أنتجت لأول مرة في الصين. ومازالت بعض هذه السيارات الضخمة القديمة قيد الاستخدام، لكن الأمور تغيرت وأصبح هناك فئة جديدة من مشتري السيارات الفخمة وهم طبقة الأغنياء الصينيين الذين لا تقف أمام رغبتهم في التظاهر والتفاخر أي عوائق. وتشير أحدث الإحصاءات عن مبيعات السيارات في الصين إلى أن أكثر من 95 ألف سيارة فخمة بيعت في الصين في عام 2003 كانت أغلبها من إنتاج كبرى شركات السيارات الأوروبية. وكانت شركة مرسيدس بنز أول من غزا سوق السيارات الفخمة بالصين بعد أن كانت منذ بضع سنوات قليلة لا يخطر ببالها غزو السوق الصينية. لكن منافستها الألمانية بي إم دبليو لحقت بها بقوة في الصين وباعت أكثر من 19 ألف سيارة فخمة في عام 2003، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف ما باعته الشركة في الصين في عام 2002 وضعف ما باعته مرسيدس بنز في عام 2003 في السوق الصينية. كما غزت شركة أودي الألمانية المملوكة لشركة فولكس فاجن الألمانية هي الأخرى السوق الصينية حيث حققت سياراتها من طرازي (إيه 4) و(إيه 6) شعبية كبيرة في الصين. وقد لا ينظر لهذين الطرازين على أنهما سيارات فاخرة، إلا أنهما يعتبران كذلك في الصين انفتحت أبواب السوق الصينية الآن وأصبح جميع مصنعي السيارات الفخمة يرغبون في اقتحام هذه السوق الجديدة بالنسبة لهم. فتعتزم شركة جنرال موتورز عملاقة صناعة السيارات الأمريكية طرح سياراتها الكاديلاك في السوق الصينية. كما لا تخفي شركة فورد رغبتها في دخول السوق الصينية بسيارات شركات (جاجوار) البريطانية الصنع و(لاندروفر) و(فولفو) السويدية حيث تمتلك الشركة الأمريكية الشركات الثلاث جميعها. كما تنظر فورد في إمكانية تصدير سياراتها الفخمة من طراز (لينكولن). وفي المقابل، تأتي السيارات الفخمة اليابانية الصنع في مركز متأخر بالسوق الصينية بعد السيارات الأوروبية والأمريكية. لكن سيارات "ليكسز" التي تنتجها شركة تويوتا تشق طريقها نحو مناطحة الكبار في السوق الصينية وزيادة مبيعاتها. وقد يظن المرء أن هذا الغزو قد يصل بسوق السيارات الفخمة في الصين إلى حالة التشبع. أما عن الشركات المصنعة للسيارات الأكثر فخامة فترى الأمور من منظور آخر. فقد فتحت شركة رولز رويس ثلاثة معارض في المدن الصينية لترويج منتجاتها. أما شركة بنتلي منافستها التقليدية فتعتقد أن بإمكانها تحقيق المزيد في الصين. وتعتزم الصين تخفيف القيود المفروضة على واردات السيارات إضافة إلى تقليل التعريفة الجمركية عليها الأمر الذي سيزيد بلا شك الطلب على السيارات الأوروبية الفخمة. كل ما يبغيه مصنعو السيارات الفخمة هو عملاء أغنياء، وهو ما يبدو متوافرا الآن في الصين، لذا فإنه في الوقت الذي تعاني فيه سوق السيارات العادية فائضا كبيرا في الأسواق فإن منتجي السيارات الفخمة يفكرون في الأمر من منظور آخر ألا وهو كيفية الوصول إلى السوق الصينية بأسرع وقت ممكن.