سجلت شركات السيارات الألمانية وتحديداً مجموعة «فولكسفاغن غروب» مبيعات قياسية جديدة في السوق العالمية العام الماضي، بفضل الطلب القوي عليها في الولاياتالمتحدة والصين ودول آسيا عموماً. وحققت شركة «بي أم دبليو» ومنافستها «دايملر بنز» بطرازاتهما المتنوعة مبيعات تعتبر سابقة، على رغم أزمتي المال الدولية والديون الأوروبية المستمرتين، وانخفاض الطلب عليها في السوق الأوروبية التي تسجل ركوداً اقتصادياً. وعلى رغم ذلك، أعلن المسؤولون عن شركات السيارات الألمانية، عزمهم على تحقيق رقم قياسي جديد نهاية هذه السنة. وأعلنت «فولكسفاغن غروب»، وهي أكبر مجموعة أوروبية لإنتاج السيارات، أنها حظيت بعام قوي من المبيعات إثر قفزة في الطلب سجلتها في الولاياتالمتحدة والصين، ساهمت في تعويض التراجع الذي حصل في سوق السيارات الأوروبية والألمانية نتيجة أزمة الديون. وأشارت الشركة عشية افتتاح معرض السيارات السنوي الضخم في ديترويت في الولاياتالمتحدة أمس، إلى أنها باعت أكثر من 9.07 مليون سيارة ركاب العام الماضي، محققة قفزة كبيرة على طريق منافسة شركة «جنرال موتورز» الأميركية على المرتبة الثانية في العالم. وقبل سنتين حددت الشركة الألمانية هدف نزع شركة «تويوتا» اليابانية التي تحتل حالياً المرتبة الأولى في المبيعات في العالم عن عرشها في حد أقصى عام 2018. وفيما يتوقع المراقبون أن تعلن «جنرال موتورز» في اليومين المقبلين بيع 9.2 مليون سيارة، كشفت «تويوتا» عن بيع 9.7 مليون سيارة. وحققت «فولكسفاكن» زيادة في المبيعات بلغت 11.2 في المئة العام الماضي، على ما أعلن رئيس الشركة مارتين فينتركورن، قبل افتتاح معرض السيارات في ديترويت. وعلى رغم ملاحظته أن «الريح التي تهب حالياً على سوق السيارات في العالم أصبحت لافحة»، شدد على أن شركته «جاهزة في شكل جيد على رغم التحديات الموجودة أمامنا». وتجاوزت مبيعات الشركة الألمانية في الولايات 600 ألف سيارة، بزيادة 35 في المئة على عام 2011، محطمة بذلك رقمها القديم المسجل عام 1970 بفضل سيارتها الصغيرة الأسطورية «كيفر». واليوم تحقق الشركة مبيعاتها المتسارعة بفضل طرازي «جيتا» و«باسات» المصنعتين في الولاياتالمتحدة، بما يتوافق والذوق الأميركي. ومع ذلك، باتت الصين سوق المبيعات الأولى للشركة الألمانية وليس الولاياتالمتحدة، إذ باعت في الصين 2.8 مليون سيارة العام الماضي بزيادة 25 في المئة عن العام الذي سبقه. فيما بلغت في القارة الأوروبية 3.7 مليون سيارة، بتراجع 1.2 في المئة، بسبب استمرار إجراءات التقشف والركود في القارة على خلفية أزمة الديون فيها. وتصدرت «غولف» مجدداً قائمة أكثر السيارات مبيعاً في سوق السيارات الألمانية عام 2012، بعد بيع الشركة 240 ألف سيارة، علماً أن الرقم يقل عن ذلك المسجل العام السابق. وبلغت نسبة التراجع في إنتاج السيارات الألمانية داخل السوق الألمانية 2.9 في المئة عام 2012، إذ أُنتجت 3.08 مليون سيارة فقط. «أودي» و«بورشه» وأعلنت «أودي» التابعة لمجموعة «فولكسفاغن غروب» بيع 1.450 مليون سيارة بزيادة 12 في المئة عن عام 2011. وحققت الشركة نحو ربع مبيعاتها في الصين، إذ زادت بمعدل 30 في المئة. كما باعت ماركة «بورشه» الرياضية التي تملّكتها «فولكسفاغن» بالكامل الصيف الماضي 141 ألف سيارة، بزيادة 18.7 في المئة عن العام الذي سبقه. وقال رئيس الشركة ماتياس موللر، إن هذه السنة ستكون «ناجحة لهذه السيارة الباهظة الثمن». وحققت مجموعة سيارات «بي أم دبليو» الألمانية خلال العام الماضي مبيعات تاريخية، وقال المسؤولون فيها، إن الشركة عازمة بدورها على «تحقيق رقم قياسي جديد في مبيعاتها هذه السنة، على رغم وجود مؤشرات تدل إلى صعوبة هذا الهدف». وأعلن رئيس قسم التسويق في الشركة أيان روبرتسون، بيع مليون و 845 ألف سيارة تحمل علامة «بي أم دبليو» و«ميني» و«رولز رويس»، بزيادة نحو 11 في المئة عن مبيعات عام 2011. ومع 3575 سيارة حققت «رولز رويس» الفخمة أعلى مبيعات لها في تاريخها البالغ 108 أعوام بزيادة نسبتها واحداً في المئة. وفي أوروبا، التي تشهد فيها شركات السيارات الأوروبية تراجعاً كبيراً في مبيعاتها، سجلت مبيعات سيارات «بي أم دبليو»، و»رولز رويس» وطميني» التابعتين لها زيادة نسبتها 0.8 في المئة فقط ، لكن حققت في المقابل ارتفاعاً في آسيا بنسبة 31.6 في المئة، و 40.4 في المئة في الصين، و 11.9 في المئة في شمال أميركا. ولفتت شركة «دايملر بنز»، إلى أنها حققت مبيعات سنوية جيدة العام الماضي بلغت 1.423 مليون سيارة، بزيادة 4.5 في المئة. وتشهد الشركة منذ فترة بعض المتاعب المالية والتقنية وتراجعاً في الطلب السابق على أصنافها الثلاثة «مرسيدس»، «سمارت» و«مايباخ»، ما يفسر تراجع موقعها أمام منافسيها الألمان.