راجت دعابة في بغداد تقول: انه ان اردت ان تخيف جنديا اميركيا، يكفي ان تصيح لدى مروره "فلوجة"، فقد تراجع الجنود الاميركيون في غضون عام من منزلة المقاتلين الذين لا يقهرون الى مرتبة الجنود المعرضين مثل سواهم للخطر، بعد ان رآهم العراقيون يسقطون تحت نيران رشاشات وقاذفات صواريخ قديمة. ويذكر العديد من سكان بغداد كيف بدت صعوبة قهر الجيش الاميركي المزود بوسائل تكنولوجية شديدة التطور بعد انهيار نظام صدام حسين السريع وتفكك جيشه. ويروي وسام توفيق استاذ الجغرافيا ان هذا الجيش كان يعطي صورة قوة هائلة. وكانت تنسب اليه قدرات خارقة، فيقال: ان دباباته متطورة الى حد يمكنها تغيير مسار القذائف الصاروخية. وكان جنوده يعتبرون رجالا خارقين. ثم سقطت اولى الدوريات تحت نيران عبوات ناسفة يدوية الصنع او اسلحة خفيفة عمرها ثلاثون عاما. ويضيف توفيق البالغ من العمر ستين عاما قوله ادرك العراقيون ان الاسلحة الاميركية ليست متطورة الى الحد الذي كانوا يتصورونه وانه من السهل اصابة قوافلهم او مروحياتهم بقاذفات صواريخ ورشاشات قديمة وانهم مجرد رجال عاديين معرضين مثلنا للخطر. وبعد عام على دخول الجيش الاميركي، ازدادت الهجمات عليه وتيرة وعنفا وقد فقد من هيبته بنظر العديد من العراقيين. وقال المقدم السابق في الجيش العراقي، شمس الزهاوي البالغ من العمر سبعين عاما، لقد اظهروا ضعفا. فبدل ان يتخلصوا من العسكريين واعضاء الميليشيا البعثيين السابقين، تركوهم طليقين فاعادوا تنظيم صفوفهم. واضاف ان الجنود الاميركيين العاجزين عن وضع حد لانعدام الامن فقدوا احترام قسم من السكان. وتبدد الخوف من الجيش الاميركي لدى المقاومة السنية والشيعية على حد سواء. وقال توفيق ان السهولة التي يتعرض بها الجنود الاميركيون للهجمات منذ عام شجعت المجاهدين. وبلغت حركة المقاومة هذه ذروتها في مدينة الفلوجة السنية الواقعة على مسافة 50 كلم غرب بغداد، حيث لم يتمكن مئات المارينز خلال ستة ايام من المعارك الضارية من السيطرة على المقاتلين. واوضح الناطق باسم سلطة التحالف الموقتة في العراق بقيادة الولاياتالمتحدة دان سينور امس الاحد هدفنا بسيط وهو الحد من اراقة الدماء في الفلوجة. غير ان احد مسؤولي صحيفة المنار في بغداد اعتبر ان رؤية اقوى جيش في العالم عاجزا عن الانتصار على مقاتلين يقاومون باسلحة خفيفة في مدينة صغيرة مثل الفلوجة هي اشبه بانتصار. وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان المشاعر الوطنية اساسية بالنسبة للشعب العراقي. هزيمة جيشنا كانت بمثابة اذلال، فيما معركة الفلوجة اشبه بنهضة. ويقاوم المقاتلون العراقيون بشراسة القوات الاميركية منذ بدء الهجوم على الفلوجة الاثنين، ولا سيما في حي الاعظمية، في قلب العاصمة بغداد الذي دارت معارك في شوارعه الاسبوع الماضي. وقال احد المسؤولين الامنيين عن مسجد ابو حنيفة في وسط الاعظمية ان الفدائيين بدلوا تكتيكهم منذ معركة الفلوجة. واوضح المسؤول طالبا عدم كشف هويته في السابق كانت مجموعات من ثلاثة او اربعة عناصر في غالب الاحيان تهاجم ليلا دبابات او عربات هامفي الأمريكية قبل ان تفر. لكن الهجوم هذا الاسبوع كان منظما. فقد تجمع مئتا مقاتل في وضح النهار في الشارع واطلقوا النار على مركز الشرطة لاستدراج الجنود الاميركيين ومجابهتهم وجها لوجه. وتعم الحماسة أيضا مكتب مقتدى الصدر في مدينة الصدر حيث اوقعت المعارك بين الجنود الاميركيين ومقاتلي جيش المهدي عشرات القتلى في مطلع الاسبوع. وقال غازي العريفي العضو في مكتب الصدر قد يكون الاميركيون يملكون التكنولوجيا، لكننا نملك اكثر من ذلك. فايماننا بالله اقوى من اي سلاح.