القرآن الكريم يكرم المرأة ويوصي بها خيرا، والسنة المشرفة تقضي بالرفق بالقوارير، وكلاهما يعظم دور الأم اكثر ما يكرم دور الاب ثلاثة اضعاف.. والمملكة اولى الناس بالتمشي مع القرآن الكريم والسنة المطهرة لان نظامها الاساسي ينص على ارتكاز اولى الامر في المملكة على الكتاب والسنة. الامهات نسوة والبنات نسوة، والجدات نسوة والعمات والخالات نسوة، وبنت الاخ وبنت الاخت نسوة. فهل هناك من لا يحب هؤلاء جميعا ويعطف عليهن؟ طبعا، لا.. فليس جديدا او غريبا ان نسمع كل يوم او نقرأ كل يوم في صحف المملكة ومحطات التلفزيون والراديو والاشارة من الرجال والنساء في هذا البلد والمناداة بانصاف المرأة والاخذ بيدها وافساح المجال امامها.. ونرى اثر ذلك في المجتمع السعودي الحديث.. فهذه طبيبة، وهذه ممرضة، وهذه باحثة اجتماعية، وهذه استاذة جامعية، وهذه كاتبة او شاعرة مبدعة، او فنانة في الرسوم والكاريكاتير، وصاحبات معارض فنية يشار اليها بالبنان، سواء أكانت تلك المعارض في المملكة او الخارج. واذا كان الذكور في المملكة هم الذين يقودون السلوك البيتي والسلوك المجتمعي، كما هي الحال في معظم البلدان العربية والاسلامية، فما ذلك الا بقوة الاستمرار التاريخي. وقد آن الأوان ان نترجم احترام المرأة في الكتاب والسنة الى ما يخدم المجتمع دون افراط ودون تفريط. وهذا ما تقتضيه حقوق الانسان. واذا كانت الوسطية مزية اسلامية، فالمرأة المسلمة هي نصف المجتمع.. ومما يثلج الصدر في هذا العهد الاتجاه الذي بدأ يظهر جليا نحو اعطاء المرأة السعودية وابنائها وبناتها مايعطى ابناء وبنات هذا الوطن.. وكثير من بلدان العالم، ولو لم تكن مسلمة، تعطي اناثها واولادهن من الجنسين جنسية امهاتهم او على الاقل كثيرا من المزايا التي تتمتع به أمهاتهم السعوديات.. وبذا يستحق ولي الامر في الدولة ان نقول له احسنت.