حين تنفتح كوة الامل تنغلق نافذة الرجاء، وحين نحسن الظن بصمتنا يحبطنا صوت القطيعة وحين تتجمع غيومنا تتبدد احلامنا.. هكذا نحن.. مشهودون بكرم الكلام وكرم الصمت وكرم الحجب وكرم المنع.. كرماء الا في التفافنا حول هدف واحد ورؤية واحدة وان اختلفت الطرق وتعددت المسارب. لاندري هل نحن المسرح المعاصر للعالم الان ام العالم مسرحنا المغلق.. كل الاحداث الساخنة تدور رحاها على ارضنا وفوق مياهنا.. وكل الاوراق المبعثرة تذروها تيارات الرغبة والامل وتبددها انفاس الوهم في ان نكون. ماذا يحدث؟ لا احد يعرف فجأة تبددت الجذوة وخبا وميض امل باهت تمنينا ان ينبت من جديد في تونس بعد ان هوى نخيل العراق وزيتون فلسطين وحياء الوجوه في كل ارجاء الوطن العربي. نعلم انها ليست القاصمة فكم مررنا بالأسوأ وها نحن نعيش.. لا احد يقول لي كيف؟ ولكنا نعيش وموجودون ويمكن لنا ان نكون اذا تبددت غيوم الخوف وتكسرت حوائط الصمت. ستعقد القمة او تتأجل او تلغى ربما لا نهتم كثيرا او نهتم فمنذ "انشاص" عام 1946 جاءت قمم عديدة بعدد اصابع اليدين او يزيد. هل لنا ان نحسب المكسب او الخسارة بمنطق التجارة؟ فلنفعل بعد 1946م اعلنت اسرائيل ثم جاء العدوان الثلاثي ثم جاءت نكسة 1967م ثم التطبيع ثم غزو بيروت ثم حروب الخليج الاولى والثانية والثالثة ثم احتلال العراق ثم احداث السودان..تم ... هل نستمر؟ القائمة المريرة طويلة تفوق قوائم القمم.. ولكن الامل الذي نتنفسه ولو قهرا يفوق كل ماحدث.. (هل نملك غير ذلك؟) الامل في ان نتفق لندخل العصر، الامل في ان نتخطى هزائمنا الامل في الحد الادنى من الكينونة الامل في ان نزيل آثار ما وصمنا به من ارهاب وتخلف وتحجر وهزيمة. نحن الشعوب الممرورة والآملة، المقهورة والصامتة تحلم بان ترى نبتة ضوء تبزغ من اي سماء عربية من تونس، من القاهرة، من الرياض، من بغداد.. المهم ان تبزغ.. فهل يعلمون اننا مقهورون وممهورون بتواقيع الحزن ليرحمونا..