حسنا فعلت إدارة نادي دبي للصحافة، عندما دعت إلى ندوة حول تطوير أداء الأسواق المالية في الدولة، فلاشك أن هذا الموضوع بالغ الأهمية لأن أسواقنا المالية حتى الآن لا تعكس واقع اقتصاد الإمارات. والأمر الأكيد أن إدارة النادي عندما دعت إلى عقد مثل هذه الندوة، كان في ذهنها النجاح الكبير الذي حققته ندوتها الرياضية التي عقدت خلال شهر رمضان الماضيفف لكن المحصلة كانت مختلفة لأن الاقتصاد ليس كالرياضة. في ندوة رمضان تصدى المتحدثون، على أهميتهم البالغة، لمشاكل القطاع الرياضي بكل وضوح وتم وضع النقاط على الحروف.ولعل النجاح الإداري الذي تحقق مؤخرا عبر تشكيل الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ومن ثم الوصول إلى اتحاد منتخب لأول مرة يمثل إنجازا تبلورت ملامحه في ندوة رمضان. وقد يكون من المبالغة أن ننتظر من ندوة الأسواق المالية شيئا مماثلا، أو على الأقل الإفراط في التفاؤل، لكن ما لا يستطيع أحد إنكاره أن الندوة الأخيرة عقدت ومضت دون أن يكون لها من نجاح نظيرتها الرياضية نصيب. وإحقاقا للحق فإن نادي دبي للصحافة يكفيه في كل الأحوال شرف المبادرة والمحاولة،لكن المشكلة أن الندوة هذه المرة دارت حول قضية يعرف الجميع أبعادها،إذ يضع الكل يده على نقاط الضعف بداية من مسؤولي الشركات المساهمة العامة، وصولا إلى إدارات الأسواق، وأعضاء مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية، وانتهاء بوزارة الاقتصاد نفسها. ويعلم الجميع أن السوق لن تنشط طالما استمر تركز الملكيات في البنوك والشركات الكبرىفف والجميع يعلم أنه من المستحيل ايجاد سوق مال نشطة تتسم بالسيولة والعمق بينما الفرص الاستثمارية محدودة وقاعدة الملكية ضعيفةفف إن أمراض السوق كثيرةففلكن إيقاع التحول نحو مرحلة العلاج لا يماثل ما تم أخيرا في القطاع الرياضي. فهل يكون الحل في ندوة أخرى موعدها رمضان المقبل؟!.