يواصل أحمد محتسب عضو شرف الاتحاد الحالي ومرشح الرئاسة السابق، والمدير التنفيذي لشركة صلة الشريك الحالي في منظومة الرعاية لعدد من الأندية السعودية، عبر الجزء الثاني سرد أفكاره بشأن التطور الرياضي بمفاهيمه وضروراته، ويواصل عبر الجزء الثاني فك الطلاسم، في ظل التداخل الذي يغلف علاقة الأندية والمنتخب الأول مع الرعاة مما يتطلب تفسيرا واضحا يسمي الأشياء بأسمائها ويضع النقاط على الحروف. ويتحدث المحتسب عن التذاكر الإلكترونية ومسألة التزوير فيها كذلك الإعلام الرياضي، ويختم حديثه بقصة ترشحه لرئاسة نادي الاتحاد في مواجهة اللواء محمد بن داخل وانسحابه قبل انطلاق السباق. • بالحديث عن التذاكر، هناك من يتحدث عن حدوث تزوير.؟ من شبه المستحيل تزوير التذاكر الإلكترونية، وحتى التذاكر العادية أصبح تصميمها اليوم دقيقا بشكل يصعب تقليده أو تزويره وإن حصلت بعض المحاولات للتزوير فمصيرها الفشل ويتم كشفها بكل سهولة. • وماذا عن السوق السوداء ؟ السوق السوداء يصعب ضبطها إلا بإجراءات أمنية دقيقة جدا، مثل ربط تذاكر المباريات بالبطاقة الشخصية. من جانبنا نقوم ببيع تذكرتين على الأكثر للشخص الواحد في جميع منافذ البيع، لكن الذي يحدث غالبا قيام الكثيرين بشراء تذكرتين من كل منفذ بيع، أو يقوم 10 أو 20 من الأشخاص بشراء التذاكر وجمعها ثم بيعها في السوق السوداء. ولضبط ذلك نقوم بتوزيع فريقنا في محيط الملعب قبل المباراة لضبط الأفراد الذين يقومون ببيع تذاكر ولكن هذا بالتأكيد لا يكفي على الإطلاق، فنحن نحتاج إلى مزيد من التعاون مع كافة القطاعات المعنية بإنجاج المباريات سواء من الجهات التنظيمية في الاستاد، أو الجهات الأمنية في مكافحة هذه الظاهرة التي تسيء للجمهور الرياضي، وتؤدي إلى استغلال الجمهور الرياضي، وتقلل من الحضور الجماهيري وتضع ضغطا على كافة العاملين في هذا المجال المهم. • جرى الحديث حول خلاف بين التلفزيون السعودي وقناة الجزيرة فماهي حقيقته ؟ موضوع النقل التلفزيوني لمباريات المنتخب السعودي يتلخص فيما يلي: إن الاتحاد السعودي يقوم بتسويق مباريات المنتخب السعودي وباع جميع المباريات لمدة أربع سنوات لشركة (صلة) التي بدورها باعت الحقوق إلى قناة art في مطلع عام 2008م. فقامت قناة art بدورها ببيع جميع حقوق النقل التي تمتلكها إلى قناة الجزيرة في صفقة مشهورة علم بها الجميع في عام 2010م، ولم يكن لشركة (صلة) دور في ذلك. بعد ذلك كانت هناك مرحلة شهر عسل لتبادل المباريات بين التلفزيون السعودي وقناة الجزيرة وكان هناك توافق بين الجانبين كل طرف يطلب من الآخر نقل مباريات ولا يمانع الطرف الآخر، ثم حدث خلاف وانقطعت العلاقة بسبب مباريات الدوري السعودي الذي أصبح حصريا على القناة السعودية هذا حسب ما فهمت من الإعلام. • لماذا رفضتم التدخل ؟ نحن لن نمانع لو طلب منا أن نتحدث مع الإخوان في قناة الجزيرة، وأنا مستعد برغم أنه لا يربطني معهم علاقة مالية أو عقد عمل ولكن سأكون سعيدا للحديث مع أي جهة بحكم العلاقة الطيبة التي تربطنا بكافة الأطراف. تعامل غير احترافي • الإعلام السعودي هل هو مؤثر في النواحي الاستثمارية والتسويقية أم لا ؟ الإعلام السعودي يتميز بأنه مؤثر وبخاصة الصحافة الرياضية. ففي أكثر من مناسبة ذهبنا لشركات عالمية والتقينا بمديرين تنفيذيين طالبين منهم الدخول في مجال الاستثمار الرياضي وتحديدا في الدوري السعودي، فيقولون لنا بأنهم يرغبون في ذلك لكن يخافون من الصحافة وما قد ينتج عنها من تشهير بزعامة جماهير وإعلام النادي المنافس دون وجود محاسبة لهؤلاء. هذا يؤثر سلبا بالتأكيد على الاستثمار الرياضي في بلادنا، بل إن تعامل بعض الأندية ليس احترافيا في هذا الشأن، فهي لا تحترم العقود. هناك شركة من الشركات الراعية لديها تصوير إعلان تجاري مع بعض اللاعبين السعوديين، وقبل ذلك كان لديهم تصوير إعلاني مماثل مع نجوم عالميين. النجوم العالميون حضروا في موعدهم وتم التصوير وحضروا المؤتمر الصحافي وكذلك حضروا العشاء الذي أعد خصيصا لهذه المناسبة بمتابعة وإشراف مباشر من إدارة النادي الغربي بينما تأخر اللاعبان السعوديان عن الطائرة، فتم استئجار طائرة خاصة لنقل اللاعبين مما تسبب في تأخير التصوير لمدة 24 ساعة وتحملت الشركة مصاريف هذا التأجيل، وبعد التصوير حضرا متأخرين إلى المؤتمر الصحافي، ولم يحضرا العشاء. الأندية لا تحاسب لاعبيها على عدم الالتزام مع الشريك التجاري. فأنا كمسوق كيف أستطيع أن أقنع الشركات الكبيرة بالدخول في استثمارات الرياضة أو أطلب زيادة في قيمة الرعاية وهذه المعاناة موجودة. ولابد أن ننظر إلى الشركات الراعية على نها مكسب وهي علاقة عميل موفر الخدمة ونحرص على تنمية علاقات معها قدر الإمكان. هروب البنوك • الاستثمار الرياضي قاصر على شركات الاتصالات؟ أين القطاعات الأخرى؟ هناك قطاع مهم جدا لم يفعل أو لم يدخل في الوسط الرياضي وهو قطاع البنوك وهو قطاع مؤثر وأغلب المسابقات العالمية ترعاها شركات اتصالات وبنوك وفي تصوري بأن البنوك اتخذت موقفا متحدا بعدم الدخول في المجال الرياضي، وإن شاء الله نستطيع إقناعها بالدخول وتغيير نظرتهم السلبية عن الاستثمار في مجال الرياضة. سر عقد الاتحاد • ما حقيقة الوسطاء الثلاثة في تسويق نادي الاتحاد ؟ كان نادي الاتحاد مرتبطا بعقود مع شركتي صاب وصلة، وهذه العقود متوسطة الأجل وقد تم توقيعها في الوقت الذي لم يكن للأندية الأخرى أي مسوقين مماثلين. وعندما أبرمت شركة الاتصالات عقد رعاية نادي الاتحاد كان لابد للشركتين من التنازل عن عقديهما لاسيما أن الإعلانات على القمصان والمنشآت من حقوق صاحب الإعلانات في الملاعب وبيع التذاكر من حقوق (صلة)، فتم اقتراح أن تتحول عقودهما من الباطن ويتم توقيع العقد الجديد بين النادي وشركة الاتصالات مباشرة. • هل تصرف الدفعات المالية من قبل شركة الاتصالات لنادي الاتحاد عن طريق شركات الشركاء الثلاثة بمصادقة شركة الاتصالات بمعنى أنها تأخذ عمولة من هذه الاتفاقية ؟ في هذا الموضوع حدث جدل واسع وأقحمت أسماء من أعضاء الشرف وكل ما قيل في هذا الشأن لم يحدث. فالدفعات المالية التي تصرفها الاتصالات تدخل صندوق نادي الاتحاد مباشرة وليس كما يقولون بأنها تذهب لفلان أو فلان. هذه نقطة جوهرية ويجب أن يفهمها الجميع حتى لا تفسر في المستقبل بأن هؤلاء يمارسون ضغوطات مالية على إدارة نادي الاتحاد بهدف التحكم في النادي. ونحن بصفتنا المشغلين التجاريين لشركة الاتصالات فإن العقد الذي أبرم من أجل حفظ حقوق المتعاقدين هو إجراء قانوني فقط. مدير بلا فائدة • إذن لماذا هذا العقد ؟ الشركاء الثلاثة لهم الأولوية في عرض أية فرصة استثمارية جديدة، ونحن سبق أن تحدثنا مع إدارة الاتحاد عندما أثار الأستاذ فراس التركي هذا الموضوع، وللمعلومية فإن الأستاذ فراس رجل على قدر كبير من المهنية ويحرص على مصلحة الجهة التي يعمل فيها، لكن المشكلة أنه يطرح أفكارا استثمارية وهي في الأصل مباعة. الأمر الآخر فأنا أرى بأن وظيفة (مدير استثمار) للنادي ككل وظيفة غير ذات جدوى على اعتبار أن الحقوق مباعة سلفا ولمدة خمس سنوات، فما الفائدة إذن من مدير الاستثمار. كما أن الاتحاد الآسيوي وضع ضوابط ترتكز على وجود مدير تجاري لفريق كرة القدم وليس مديرا للاستثمار. لم أترشح لرئاسة الاتحاد • ترشحت لرئاسة الاتحاد في الوقت الذي كان الاتحاديون يسيرون باتجاه محمد بن داخل ثم انسحبت .. كيف حدث ذلك ؟ أولا أنا لم أرشح نفسي بل طلب مني من قبل مجموعة من الشخصيات المؤثرة والذين لا أرفض لهم طلبا، وفي الأصل كان المرشح الرئيسي هو محيي الدين صالح كامل لكنه اعتذر بسبب ظروفه العملية، وكان من أوائل من شجعني على الترشح على اعتبار أننا متفقون في الفكر والأهداف، كما أني لم أرشح نفسي إلا حبا في خدمة الاتحاد الذي تربيت وتعلمت من الدكتور عبد الفتاح ناظر حبه، وأنا أعرف خفايا العمل الإداري في الأندية وأدرك حجم صعوبة العمل في ذلك، والحمد لله لم أصبح رئيسا للاتحاد. • هل انسحبت أم طلب منك الانسحاب ؟ أنا قررت الانسحاب وشرحت الأسباب لمن وضع الثقة في أحمد محتسب مع امتناني وتقديري لهم. ومن أهم الأسباب ضيق الجدول الزمني الذي يفصل بين الانتخابات وبداية الموسم في وجود مشاركة آسيوية مهمة لنادي الاتحاد. كما أنني كنت واضحا من أول يوم طرح اسمي في الإعلام كمرشح حيث شددت على أن لا يكون ترشيحي محل انقسام بين الاتحاديين وأنني حريص على التفافهم حول النادي كما أنني لست مستعدا بأن أجامل على حساب النادي. الرئيس الأنسب للاتحاد • ذكرت بأن محيي الدين صالح كامل كان أبرز المرشحين لرئاسة الاتحاد، هل تعتقد بأنه سيحدث فرقا للاتحاد مقارنة بمحمد بن داخل ؟ في حقيقة الأمر أنا لم أعمل سابقا مع اللواء محمد بن داخل فلا أستطيع الحكم على رئاسته، لكنني أعرف محيي الدين وسبق أن عملت معه، فهو يملك أفكارا خلاقة وعلاقات واسعة قد لا تجدها لدى شخص آخر، وهو ليس مكسبا للاتحاد فحسب بل هو مكسب للرياضة العالمية لاسيما بعد انضمامنا كأعضاء مجلس إدارة في نادٍ أمريكي، واعتقد أنه كان سيصنع فرقا واضحا لنادي الاتحاد، وأتمنى أن يكون محيي الدين صالح كامل هو رئيس الاتحاد في المستقبل القريب فهو من أفضل من يرأس الاتحاد وأتوقع أن يقوده للبطولات. • ماهي حقيقة حالة التوتر بين نادي الاتحاد والاتصالات السعودية ؟ أنا أتكلم هنا نيابة عن شركة الاتصالات بصفتي المشغل التجاري لها ولا أتكلم نيابة عن نادي الاتحاد وأؤكد للجميع بأن العلاقة بين الطرفين ممتازة ولا يوجد أي توتر، وإن ما حدث نوع من سوء الفهم على خلفية تصريحات لأحد أعضاء الإدارة السابقة للنادي في شهر رمضان المبارك، وطلبت الشركة توضيحا من إدارة النادي حول هذه التصريحات، وبسبب تأخر التوضيح عملت شركة الاتصالات على تجميد الدفعة المستحقة للنادي، وبعد فترة وجيزة وصل التصريح المطلوب، ونظرا لأنه تم تجاوز موعد الدفعة فقد احتاج الأمر إلى بعض الإجراءات الداخلية في شركة الاتصالات لإعادة جدولة سداد الدفعة المتأخرة، ومن هنا جاء الانطباع الخاطئ بوجود خلاف أو توتر بين الطرفين.. فكر سعودي وتجربة أوروبية • سؤال أخير.. كيف كانت بدايتك مع الاستثمار الرياضي ؟ دخلت الاستثمار الرياضي من خلال إطلاق بطولة (دوري أبطال العرب) المقدم بفكر محيي الدين صالح كامل واستطاع في ذلك الوقت أن يحقق نقلة نوعية ساهمت في تطوير الرياضة في الوطن العربي ككل، فهي تجربة تحاكي دوري أبطال أوروبا والجوائز التي تم رصدها تعتبر ثالث أكبر جوائز مالية لبطولات أندية في العالم. جاء بعد ذلك مشروع نجوم بيبسي في العام 2005م، عملت بعدها مباشرة مع الدكتور راكان الحارثي على بيع حقوق المنتخب السعودي التجارية لأول مرة في تاريخه، واستطعنا تأمين عروض رعاية مجزية بفضل الله وتوفيقه. وبعد كأس العالم 2006م منحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأندية حق الاستثمار في بيع التذاكر واللوحات الإعلانية، وبفضل خبرتنا في هذا المجال استطعنا التوقيع مع ناديي الاتحاد والأهلي وحصلنا على حقوق تذاكر مباريات الفريقين التي تقام في جدة، واستمر ذلك إلى عام 2007م عندما قمنا بتوقيع العقود التجارية لأندية الاتحاد والأهلي والشباب والنصر والاتفاق مع الاتصالات السعودية إلى جانب حصولنا على الحقوق التجارية للمباريات النهائية للبطولات الكروية المحلية، فنحن ننظر للاستثمار في قطاع الرياضة على أنه خدمة للوطن.