كشف عبدالله سالم الطريفي المدير التنفيذي لهيئة الاوراق المالية والسلع ان اسواق الاوراق المالية في الامارات سجلت نموا قويا خلال السنوات الثلاث الماضية حيث بلغت نسبة نمو مؤشر سوق الامارات الذي تحتسبه الهيئة خلال العام الماضي 32.22 بالمائة وارتفع عدد الشركات المدرجة في عام 2003م بنسبة 19.44 بالمائة اما اجمالي قيمة التداول فقد تضاعفت تقريبا حيث بلغت نسبة نموها 93.16 بالمائة في حين بلغت نسبة نمو اجمالي عدد الاسهم المتداولة خلال السنة الماضية 168.34 بالمائة. جاء ذلك في ندوة نظمها نادي دبي للصحافة مؤخراحول تطوير اداء اسواق الاوراق المالية في الدولة شارك فيها الى جانب الطريفي كل من عيسى كاظم المدير العام لسوق دبي المالي نزار العبيدلي القائم بأعمال المدير التنفيذي في سوق ابوظبي للاوراق المالية. وشهدت الندوة التي شارك فيها ممثلون عن الشركات المساهمة العامة، شركات الوساطة، مجموعة من رجال الاعمال والمستثمرين وموظفي المصارف والبنوك نقاشات تفاعلية وحوارات حيوية ركزت على سبل تنشيط التداول في اسواق الاوراق المالية، وبحث مختلف العوائق والعقبات التي تحد من تطور ادائها. وردا على استفسار حول امكانية رفع نسبة مشاركة الخليجيين في الشركات الاماراتية قال عيسى كاظم انه يمكن للاسواق بالتعاون مع الهيئة ان تقترح على وزارة الاقتصاد تعديل القانون بما يسمح برفع نسبة الاستثمارات الخليجية المسموح بها وعلى الرغم من ذلك فان الامارات لا تزال من الدول السباقة في تطبيق الاتفاقية الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي في هذا المجال. وناقشت الندوة العديد من القضايا المتعلقة بأسواق الاوراق المالية في الدولة التي تمثل احدى القنوات الاساسية للاستثمار، حيث تعرضت الندوة لثلاثة محاور رئيسية هي كيفية تنشيط التداول في اسواق الاوراق المالية المحلية، العقبات التي تواجه المستثمرين في اسواق الاوراق المالية المحلية ودور الهيئة واسواق المال المحلية لتحسين مستوى الاداء. وتحدث عبدالله سالم الطريفي عن رسالة هيئة الاوراق المالية والسلع واهدافها وصلاحياتها واهم الانجازات التي حققتها والانظمة التي تعمل من خلالها حيث قال: يتألف سوق المال في دولة الامارات العربية المتحدة من هيئة الاوراق المالية والسلع, سوق ابوظبي للاوراق المالية وسوق دبي المالي وتلعب الهيئة دورا رقابيا تشريعيا في حين ان للاسواق دورا فنيا تنفيذيا. واشار الطريفي الى العديد من الانجازات التي حققتها الهيئة مثل تعزيز مبدأ الافصاح والشفافية حيث اصبحت معظم الشركات المقيدة لدى الهيئة والمدرجة في الاسواق المالية تقوم بنشر بياناتها المالية بشكل دوري قيد 43 شركة مساهمة عامة بهدف الادراج في اسواق الاوراق المالية، الى جانب الترخيص ل 17 مكتبا للوساطة. بدوره اكد نزار العبيدلي على اهمية تنشيط التداول حيث قال ان اسواق الاوراق المالية ما زالت تعاني قلة حجم التداول وقلة المعروض من الاسهم ولتخطي هذه العقبة فهناك اتجاه لخصخصة الشركات الحكومية وطرح اسهمها في اسواق الاوراق المالية حيث تعتمد الاسواق على سياسات مرنة بهدف طمأنة اصحاب الشركات على مستقبل تداول الاسهم مشيرا الى ان ادراج الشركات في اسواق الاوراق المالية سيعود بالفائدة على الجميع. وناقش المشاركون في الندوة موضوع الشركات العائلية وقضية تحويلها الى شركات مساهمة عامة وفي هذا الاطار قال الطريفي: ان أصحاب الشركات العائلية يدركون ان مصلحة شركاتهم تكمن في فتحها للمساهمة العامة لكنهم ينتظرون للتأكد من نشاط سوق التداول ومدى تطور اسواق الاوراق المالية مشيرا الى ان العديد من الشركات العائلية ستتحول الى شركات مساهمة عامة خلال السنة الحالية او السنة المقبلة. وفي نفس الاطار قال عيسى كاظم: انه على الرغم من الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده الدولة الا ان ذلك لم ينعكس على تنشيط أسواق الاوراق المالية حيث لا يوجد تمثيل حقيقي وواقعي للنشاط الاقتصادي في تداولات اسواق الاوراق المالية لذلك تعمل الاسواق على تشجيع الشركات العائلية التي تمثل محورا اساسيا من محاور الاقتصاد الوطني لطرح اسهمها للاكتتاب العام. مشيرا الى بعض المشاكل التي تعرقل هذا الاتجاه مثل ارتفاع حجم اصول الشركات العائلية حيث لا يمكن طرح عدد كبير جدا من الاسهم مرة واحدة المشكلة المتعلقة بتقييم هذه الشركات واسعار اسهمها الى جانب عملية الزام الشركات العائلية بطرح 55 بالمائة من اسهمها عند التحول الى شركات مساهمة عامة. وفي نهاية الندوة ناقش المشاركون آليات تعزيز الوعي لدى المستثمرين حول اهمية اسواق الاوراق المالية وكيفية عملها حيث انه على الرغم من الفعاليات العديدة التي قامت بها اسواق الاوراق المالية في هذا المجال من خلال تنظيم الندوات وورش العمل واصدار المطبوعات الا انه لا تزال هناك شريحة كبيرة من المستثمرين لا تعرف آليات عمل الاسواق وبالتالي لا تتشجع للتداول من خلال اسواق الاوراق المالية. وفي هذا المجال قال الطريفي انه يجب ان تتضافر كافة الجهود لتشجيع المستثمرين للإقبال على اسواق الاوراق المالية واكد على اهمية التعاون بين الهيئة ومختلف الجهات مشيرا الى ان الاعلام يمثل قناة حيوية لايصال المعلومات الى الناس لتعزيز ثقتهم بفعالية اسواق الاوراق المالية وتطوير المعرفة حول آليات عمل الاسواق وكيفية التداول.