قال خبراء الجيش الأمريكي ان الجنود الأمريكيين في العراق يعانون انحطاط معنوياتهم وان حالات الانتحار ارتفعت في شهري يوليو ونوفمبر وان الجنود يفتقدون امكانية الحصول على بعض العلاج الذي يسعي اليه الاخصائيون العسكريون في الصحة النفسية لعلاج المشكلات النفسية. ونشر فريق استشاري للصحة العقلية في الجيش يضم 12 شخصا تقريرا مؤلفا من 38 صفحة بشأن قضايا يواجهها جنود أمريكيون في العراق بما في ذلك الانتحار واكتئاب المعارك . وسافر الفريق الى العراق خلال الفترة من أغسطس الى أكتوبر عام 2003 وقابل نحو 760 جنديا. ووجد التقرير"نسبة كبيرة"من الجنود"مروا وأبلغوا عن مشكلات صحية سلوكية وهناك حاجة لم تتم تلبيتها بشأن الخدمات السلوكية". وأشار الجراح العام للجيش اللفتنانت جنرال جيمس بيك الى أن التقرير ركز على فترة واجه فيها الجنود الأمريكيون تمردا متصاعدا وتساؤلات بشأن طول فترة انتشارهم. وأوضح أعضاء الفريق خلال لقاء في وزارة الدفاع تفصيلات جديدة بشأن حالات الانتحار في الجيش قائلين انه منذ ابريل الماضي انتحر 22 مجندا ومجندتين في العراق والكويت. وانتحروا كلهم تقريبا باطلاق النار على أنفسهم باستثناء حالة واحدة تناولت جرعت زائدة من مسكن للصداع.وقال المسؤولون انه يجري التحقيق في ثلاث حالات وفاة أخرى بالجيش منها اثنتان في العام الماضي وواحدة هذا العام على أساس أنها قد تكون انتحارا. وأوضحوا أنه بالاضافة الى ذلك انتحر سبعة جنود بعد عودتهم من العراق. وقال الكولونيل بروس كرو وهو طبيب أمراض نفسيه وعضو في الفريق ان حالات الانتحار وصلت الى ذروتها بانتحار خمسة في يوليو وأربعة في نوفمبر ولكن بلغت في متوسطها حالتين كل شهر طوال معظم عام 2003 . وأضاف ان حالة الانتحار الوحيدة لجندي في الجيش في العراق هذا العام حدثت هذا الشهر. وكشف مسؤولو الجيش عن بعض من النتائج الخاصة بحالات الانتحار يوم الاربعاء بما في ذلك معدل انتحار بلغ 3ر17 بين كل 100 ألف جندي في العراق وهو أكبر بكثير من المعدل العام بالجيش. وقال كرو ان هذا مقابل 6ر15 بين كل 100 ألف خلال حرب فيتنام و6ر3 خلال حرب الخليج عام 1991 .وشرح التقرير بالتفصيل أيضا هبوط الحالة المعنوية بين الجنود مع وصف 72 في المئة ممن شملهم الاستطلاع حالتهم المعنوية بأنها اما منخفضة أو منخفضة جدا في وحداتهم وقول 52 في المئة ان معنوياتهم هم شخصيا منخفضة أو منخفضة جدا. وقال التقرير ان اكتئاب المعارك نجم عن رؤية جثث القتلى وتعرض الجنود شخصيا لهجمات أو معرفتهم لشخص قتل أو أصيب بجروح خطيرة. ومن بين العوامل الاخرى عدم تأكد الجنود من موعد عودتهم الى وطنهم. ووجد التقرير أن من المرجح أن يقول الجنود الذين ظهرت عليهم علامات الاكئتاب والقلق والاجهاد النفسي ان من الصعب جدا الحصول على مساعدة من الجيش . ويعتزم الجيش ارسال فريق تقييم آخر الى العراق هذا الربيع.