ليس هناك أجمل من ربيع الصمان ودفء النار في ليالي الشتاء في الدهناء، لست متحيزا لهما ولكن اعتز بانتمائي لتلك الصحاري وجمالها ونقاء هوائها والذي ينعكس على طبيعة الانسان البدوي بهدوئه ونقاء سريرته وسرعة بديهيته وان شاب بعض ابنائها جزء من أنساق الحضارة المعاصرة. دائما أردد قول الشاعر العربي:==1== حسن الحضارة مجلوب بتطرية==0== ==0==وفي البداوة حسن غير مجلوب==2== لذلك نجد ان العربي يفرح لجمال الطبيعة والانسان بصورة تلقائية كما قال الشاعر النبطي:==1== الزين بانت رسومه ياعلي==0== ==0==وأعرف عفري الظبا من مدمعه والزين زين دايما ودله حلي==0== ==0==وألذ من طش السحاب في منقعه والشين شين والله يعين المبتلي==0== ==0==لا قابلك تفرح متى الله يقلعه==2== الجمال والقبح امران نسبيان في عين الناظر، وأمران شائعان في جميع الاشياء والاحياء، واجمل الجمال جمال الخلق، واقبحه في هذا المجال، بالرغم من جمال الصحراء الا ان الكثير منا اصبح لا يرفق بها وعندما تأتي (المراح) مكان المخيمات تجد الجمال وقد تحول قبحا. للصحراء آداب في التعامل معها واذا لم نتمكن من الاهتمام بتلك السلوكيات التي تذهب بجمال الربيع فإننا سنجد ان جمال الصحراء اصبح امرا نادرا كما فعلنا بأخيه الضب من قبل. لقد حولنا شواطئنا الى مرافئ للزبالة والقاذورات فهل نحول صحراءنا الى تلال من النفايات والأوساخ؟