في مقال هذا الأسبوع (الجدّاوي) بامتياز – إن صح التعبير- الذي أقضيه في الحبيبة عروس البحر الأحمر اخترت التعليق على رسالة من رسائل أصدقائي الذين كانوا كحبق فوّاح على نافذة بريدي الإلكتروني.الصديق جمال الذي ذكر بأنه كاتب صحفي يحب جدّة بملامحها التي وصفتها في مقال الأسبوع الماضي، أشكر لك متابعتك واهتمامك، وصحيح أنه وكما ذكرت بأننا كلما كبرنا تثقل كاهلنا التحديات والحاجات ونظرتنا تتغير للأشياء، فعندما كنا أطفالا كانت تفرحنا اللعبة أو قطعة حلوى أو بنطلون أو قميص جديد .. وهذا لايفرحنا الآن. ويقول جمال : "كما أن أفق الصغير يكون واسعا حالما، وعندما يكبر الإنسان يضيق الكون في وجهه ومن ثم يكبر أفقه لكنه يضيق حلمه، إنها طبيعة الدنيا ويظل أصحاب القلوب الرقيقة والأفكار الحالمة الأكثر تضررا من قسوة الحياة وغياب البراءة وحلم الطفولة، ومادمنا نتحدث عن فلسفة الحنين، وهل هى عامة بكل البشر أم خاصة بذوي القلوب الرحيمة، أقول لكي قد يكون المغتربون أكثر حنينا بحكم الترحال .. كما أن هناك شعوبا أكثر ميلا للارتباط بالمكان والزمان". ويضيف: "لن أكون متحيزا إذا قلت أن الشعوب المرتبطة بالأرض، أي أبناء الحضارات التي استقرت كثيرا وعرفت معنى البقاء قد يكونوا أكثر حنينا للذكريات، وهنا تأتي قائمة الشعراء الذين دخلوا تاريخ الخلود مثل إبراهيم ناجي ، الهمشري ، عمر أبو ريشة ،شوقي ، بدر شاكر السياب وغيرهم الكثير .. كما أن التركيبة الخاصة التي يهبها الله لمرهفي الحس تجعلهم أسيري الذكريات التي يعتبرونها جميلة فهم يهربون من الواقع بقسوته إلى الماضي الذي لايكون قاسيا بالطبع". ويؤكد أن الطفولة تكون أسعد مرحلة إلى الانسان .. فهي لاتحمل إلا البراءة والجمال ..ولا يوجد فيها ما يعكر الصفو، ثم تأتي مرحلة الدراسة الجامعية التي تعتبر أجمل ما في مرحلة النضج .. فأنا أعتبر المرحلة الجامعية من المراحل التي لم ولن تعوض". أؤيدك والقراء كما أعتقد فيما تقول، ويبقى دوما في الذاكرة أشخاص وأصدقاء يغذون تلك الذكريات الجميلة، ويستحضرون بمواقفهم وكلماتهم أجمل ما مضى في الزمن الجميل.. أصدقاء الحرف: أن يكون لك أم وأب وصديق، هي السعادة الغير قابلة (للمساومات) العاطفية. إعلامية وشاعرة أردنية [email protected]