( ما يمدح السوق الا من ربح فيه ) تداعى الى ذهني هذا المثل الشعبي وانا اقرأ تصريح (امير الظلام).. واول الرؤوس المتدحرجة .. واحد المخططين الاستراتيجيين ل ( المحافظين الجدد ) وصقور البيت الابيض المدعو ( ريتشارد بيرل ) زميل الدراسات الاستراتيجية في معهد اميريكان انتربرايز ، والذي يُعد احد مخططي ومهندسي الحرب على العراق .. تصريح يقول فيه : ( ان الوضع الآن في العراق افضل من الوضع في عصر صدام حسين ) !! @@ ويبدو ان ( امير الظلام ) وهو احد المنتفعين من الغزو الامريكي - البريطاني للعراق لم يخرج عن النص الذي ما فتئ سيد البيت الابيض يردده بمناسبة وبدون مناسبة كان آخرها خطابه بمناسبة مرور عام على الغزو حيث راح يهذي فيه عن انتصارات ومكاسب وانجازات (حققها ) الغزو لاوجود لها الا في مخيلة فخامة الرئيس الذي فشل في تحقيق أي من اهدافه المعلنة وهي : ( القضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية .. اسقاط النظام العراقي ورأسه صدام حسين .. القضاء على البؤر الارهابية الموجودة في العراق .. والقضاء على علاقة العراق ب ( القاعدة ) .. وتوفير النموذج الامثل لنشر الديموقراطية بصيغة امريكية في منطقة الشرق الاوسط ) !! @@ تحت وطأة مشاعر الغطرسة والاستعلاء والاستقواء والتطلع الى الهيمنة وفي اجواء ملئت بالاكاذيب والادعاءات الفارغة لتغليف الاهداف الحقيقية من الحرب بورق من ( السيلوفان ) شن جورج بوش ومدير علاقاته العامة طوني بلير مع دول حليفة بعضها يسمع اسمها لأول مرة والبعض الآخر بالكاد يعرف موقعها على خارطة الكرة الارضية !! ضاربين عُرض الحائط بالاخلاق والقيم والاعراف الانسانية والدبلوماسية والسياسية !! @@ احداث العالم الفارط على مسرح العمليات اثبتت كذب وزيف الادعاءات الانجلو - امريكية رغم محاولات التعتيم والتضليل وقلب الحقائق على الطريقة الامريكية !! شن الغزاة الحرب على العراق غير مكترثين باحتجاجات الشعوب عبر مظاهرات لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ومناشدات شخصيات سياسية ومنظمات انسانية .. وتخطى الشرعية الدولية ممثلة بالمنظمة الاممية وميثاقها الذي ينص على عدم اتخاذ اجراءات عسكرية ضد أي دولة عضو في المنظمة الا اذا كانت تهدد السلم والامن الدوليين وعلى ضرورة اصدار قرار صريح من مجلس الأمن ينص على شن الحرب !! ما حدا بدبلوماسي صيني الى القول : ( ان العمليات العسكرية التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا ضد العراق سلوك يستخف بالقوانين الدولية وينزل بالعراق كارثة انسانية كما يُحدث تأثيرات سلبية عميقة وصارمة في تشكيلة العالم والوضع الدولي ) !! @@ الادعاءات الامريكية لم يحملها احد على محمل الجد الا من يفتقر لبديهيات السياسة ومعرفة الاهداف بعيدة المدى التي جاء المحافظون الجدد الى ادارة بوش لتحقيقها بعد ان مهدوا لها جيداً في عهد الرئيس الاسبق رونالد ريجان مستثمرين ضحالة الثقافة السياسية عند سيد البيت الابيض الجديد وسذاجته الواضحة التي اوصلته الى وهم بأنه مبعوث العناية الالهية اختاره الله للقضاء على الارهاب ونشر الديموقراطية والعدل والسلام في العالم !! @@ كل الشواهد والبراهين القائمة على الارض تؤكد فشل الغزو الامريكي للعراق في تحقيق اهدافه رغم بجاحة الاعلام والمسؤولين الامريكيين وليس اصدق من العراقيين انفسهم الذين اعتبرت اغلبيتهم ( ان القوات الامريكية قوات احتلال وليست قوات تحرير ) وفقاً لاستطلاع اجراه مركز الابحاث والدراسات الاستراتيجية العراقي الذي ذكر ان ( هذه الاغلبية في تزايد مستمر مقارنة بما تم رصده في اعقاب الحرب على العراق والاطاحة بنظام صدام ) وان (عدداً قليلاً من العراقيين يشعرون بالأمان في ظل القوات الامريكية والشرطة المحلية ) !! @@ ان المراقب يستطيع ان يتلمس دون جهد الواقع المأساوي الذي يعيشه العراقيون في ظل الاحتلال اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وامنياً ويدرك ان مزاعم الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان والرخاء والازدهار التي تتشدق بها الادارة الامريكية ليل نهار ما هي الا اقنعة تستر خلفها الاهداف الحقيقية من غزوها للعراق التي من ابرزها فرض هيمنتها على منطقة الشرق الاوسط والسيطرة على منابع النفط وللتحكم في الاقتصاد العالمي وانقاذ الاقتصاد الامريكي المتهاوي اما مستقبل العراق المرتكز على اربعة عوامل اساسية هي : الاستقلال وخروج القوات المحتلة .. واعداد دستور العراق الجديد ، ومؤسسات المجتمع المدني التي تحميه والانتخابات التي ستختار حكومته وتحدد هويته الجديدة .. هذا المستقبل لا يعني شيئاً عند المحتل الانجلو - امريكي الا فيما يحقق مصالحه وتهيئته ليلعب الدور المرسوم له في الاستراتيجية الامريكية الجديدة وما الوعود الزائفة والاستهلاك الاعلامي على مدار الساعة الا ذر للرماد في العيون !! @@ ومن المؤسف ان يقف مجلس الحكم المؤقت مما يجري على الارض موقف العاجز مع ان بعض الاعضاء يعملون على ضمان وحدة التراب العراقي وتقصير امد الاحتلال دون كلل او ملل لتحقيق هذه الغاية في حين يستميت البعض الآخر في ( توسيع مساحة نفوذه تجارياً واقتصادياً ) دون ادنى شعور بالمسؤولية الوطنية ، والخشية الآن ان تندلع حرب أهلية تقود الى التقسيم الذي يحقق لاسرائيل - بالتواطؤ مع امريكا - واحداً من اهم اهدافها الاستراتيجية !!