توقع اقتصادي عمانى ان تنخفض اسعار النفط في المرحلة البعيدة المقبلة الى 18 دولارا مشيرا الى ان هناك فائضا في العرض يزيد علي المليوني برميل في اليوم. وقال الاكاديمي والخبير السابق بوزارة النفط والغاز الدكتور جمعة الغيلاني ان اسعار النفط ستنخفض الى مستويات تقل كثيرا عن النطاق السعري المحدد من قبل اوبك والذي يتراوح بين 22 و 28 دولارا للبرميل. واضاف ان فصل الصيف مقبل مما يعزز اتجاه الانخفاض والنفط اصبح متوافرا ومن مصادر ودول كثيرة من خارج اوبك. واشار الى ان ارتفاع مستويات الاسعار في الاسواق الدولية شجع على دخول دول عديدة الى السوق النفطية كمنتجة ومصدرة وهذه الدول حاليا تنتج باقصى طاقتها للاستفادة من ارتفاع الاسعار. وتقضي قواعد اوبك بامكانية تعديل الانتاج بواقع ال 500 الف برميل يوميا نزولا او صعودا عن سقف الانتاج اذا خرج سعر سلة عن النطاق السعري المستهدف لمدة 20 يوم عمل متصلة. وذكر الغيلاني ان اسعار النفط ستنخفض حتى في حالة اجراء تخفيض اخر من قبل منظمة اوبك لسقف انتاجها باعتبار ان سقف انتاج اوبك اليوم يقل عن انتاجها قبل 25 عاما مبينا ان احتياجاتها المالية اصبحت كبيرة وتفوق الكمية التي تنتجها كثيرا. واوضح ان اي تخفيض اخر يعني انها تفقد حصتها في السوق الدولية وهذا يجعل المنظمة امام تحد كبير وبالتالي في اعتقادي لن تستطيع ان تستمر في الصمود طويلا لاسيما اذا قامت بتخفيض انتاجها اقل من مستوى 20 مليون برميل يوميا. وقال ان بعض الدول فى اوبك قد تلجأ لزيادة انتاجها ومبيعاتها دون الرجوع الى المنظمة مما سيؤدي الى تدهور الاسعار مرة اخرى شبيهة لما حدث خلال ازمات انهيارالاسعار في عامي 1986 و 1998. وطالب الغيلاني وزراء نفط اوبك في اجتماعهم القادم في نهاية مارس الحالي لاتخاذ قرار من اجل التوصل الى وضع استراتيجية طويلة تعود بالنفع على المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وأوضح ان عدم اتخاذ قرارات حاسمة تؤمن مستقبل النفط واسعاره وتحمي وحدة مستقبل اوبك قد تؤدي الى انتكاسة وتدني اسعار النفط الى مستويات ستضر بمصالح كل الدول المنتجة للنفط. وأشار الى ان اسعار النفط الحالية مرتفعة جدا خاصة اذا رجعنا الى تاريخ النفط خلال العقود الثلاثة الماضية نجد ان اسعار اليوم تساوي سعر برميل النفط في السبعينات مع فارق القيمة الحقيقية للاسعار بين اليوم والامس. واوضح ان الالية التي اعتمدتها اوبك خلال هذا العام لعبت الدور الرئيسي في ارتفاع الاسعار والتي تجاوزت حاجز 30 دولارا للبرميل. وقال الغيلاني عندما انهارت اسعار النفط عام 1986 م و1998 الى اقل من 10 دولارات للبرميل كانت كل الدول المنتجة تتطلع الى 5ا دولارا للبرميل وليس 22 دولارا مبينا لماذا لا تقبل دول اوبك 15 دولارا في الوقت الحاضر وتضمن استمرار تدفق النفط وزيادة حصتها في السوق النفطية الدولية. واشار الى ان ذلك سوف يعطي انطباعا ايجابيا للمستهلك للنفط ويحقق الطمأنينة الاقتصادية والاجتماعية لكلا الطرفين. وقال ان الدول الاعضاء في منظمة اوبك تعاني اختلالات في اقتصادياتها الوطنية نتيجة الاعتماد المفرط على ايرادات النفط باعتباره يمثل المصدر الرئيسي في اجمالي الدخل فيها وبالتالي ان اي هزة في الاسعار يؤثر في مستوى الانشطة. وتساءل الغيلاني الى متى ستظل الدول المنتجة خاصة الدول الاعضاء في الاوبك قابعة ومعتمدة على سلعة النفط المتقلبة الاسعار وتتحكم فيها السياسة اكثر من كونها سلعة تعتمد على قوانين العرض والطلب في الاسواق؟ وقال ان فترات تدني الاسعار تكون في العادة اطول من فترات تحسن الاسعار ولذلك ان على اوبك ان تعي هذه الحقيقة وتكتفي بالسعر الذي يحقق التوازن الاقتصادي في الدول الاعضاء ويحقق طموحات وتطلعات شعوبها.