واصلت القوات الباكستانية امس لليوم الرابع على التوالي محاصرة مجموعة تقدر بما بين 300 الى 400 ناشط يشتبه في انهم من عناصر طالبان او القاعدة في منطقة قبلية متاخمة لحدود افغانستان. ولم تقدم السلطات العسكرية الباكستانية اي حصيلة للمعارك الدائرة منذ الخميس بين القوات المسلحة الباكستانية وتدعمها المدفعية ومروحيات قتالية والمحاصرين المدججين بالسلاح الذين يقاومون بشراسة. وقال الجنرال صفدار حسين القائد المحلي للقوات الباكستانية انه تم السبت الماضي اعتقال اكثر من مائة شخص . مضيفا ان بين المعتقلين "عددا كبيرا من الأجانب" وهي العبارة التي تستخدمها السلطات الباكستانية للإشارة الى عناصر تنظيم القاعدة الذين هم من اصل عربي او من آسيا الوسطى. ويرجح ان يكون هؤلاء "الاجانب" من اوزبكستان والشيشان حسبما قال الجيش الباكستاني مؤكدا ان عناصر في القبائل الباكستانية المحلية تدعمهم. واعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الجنرال شوكت سلطان : "يتم حاليا استجوابهم من قبل اجهزة الاستخبارات العسكرية".مضيفا "ان هؤلاء من المحليين والشيشان والاوزبك مع احتمال وجود عرب بينهم لكن ليس لديهم اي اوراق ثبوتية ولا احد يستطيع التعرف الى هوياتهم". مبينا : "لن نتمكن من تحديد الهويات الا بعد انتهاء عملية الاستجواب لكنهم يرفضون كشف معلومات". الى ذلك وصل وفد من زعماء القبائل الباكستانية الى منطقة (وانا) امس في محاولة لوقف المعارك العنيفة التي تدور رحاها منذ خمسة ايام بين القوات الباكستانية ومتشددين اسلاميين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة وحركة طالبان. وقال احد المسؤولين السياسيين في منطقة (وانا) ويدعى خوداد خان ان الوفد القبلي (جيرغا) بدأ محادثات مع القادة العسكريين والسلطات الباكستانية للتنسيق وبحث الوسائل لاقناع المتشددين على الاستسلام. واوضح انه بالرغم من توقف القصف المدفعي بين الجانبين الا ان المروحيات الباكستانية من نوع (كوبرا) مازلت تقوم بجولات تفتيشية وتقوم بشكل متقطع بقصف مواقع وتحصينات المحاصرين. واضاف ان هذه العملية ستستمر عدة ايام لشراسة المقاومة التي يبديها هؤلاء المقاتلون والخبرة بالاضافة الى مخزون العتاد الكبير الذي يمتلكونه.