في آخر لقاء على الهواء تبادل الرئيس الامريكي بوش والرجل الذي يريد اقناع البلاد بطرده كيري المجاملات.. حيث تحدث الرئيس بوش بلطف لتهنئة كيري على الترشيح ومواصلته للولاية التاسعة ، وقال انه يتمنى ان يكون لدى الجميع ما يتناقشون فيه حول القضايا الهامة للبلاد ، وقال كيري انه متفق بلا شك مع شعور الرئيس بوش. حقيقة ان هناك مشاكل يجب أن تطرح اذا كنا بصدد انتخابات حقيقية لاننا في حالة حرب ولدينا خوف من الارهاب وامامنا تحركات اقتصادية كثيرة كل تلك القضايا تتطلب قيادة موثوقا بها ونقاشا جديا. تماما كما بدأ بوش في حملته لفترة الرئاسة الاولى (بوش تشيني) التي كانت ذات قيادة ثابتة بعثت على ارتياح الجمهور ، ولكن نفس هذه الادارة هي التي اخترعت قضية تعديل الدستور الامريكي لمنع زواج الشواذ منذ أسبوعين فقط ، والتي قامت بالمواقف والقرارات الاقتصادية المضطربة حتى قال عنه زعيم الاغلبية في مجلس النواب توم ديلاي: ان الرئيس بوش اما ان يكون كاذبا حول تقارير الانفاق الجديدة ، أوغشاشا حول الضرائب الجديدة أو إنهم فقط لم يعلموه الحساب في المدرسة الداخلية الاوربية التي ذهب اليها 0وحملة كيري ايضا لم تكن لطيفة في نقدها للرئيس فقد قال كيري ان بوش تابع السياسة الخارجية المتهورة بل والاكثر حماقة في التاريخ الحديث.. لكنه على الأقل لم يذكر ان الرئيس من تكساس وانه ذهب لمدرسة داخلية في اندوفير. وحقيقة اننا نحب المشاهد الساخنة، ولا شك في اننا استمتعنا ايضا بمشهد ضرب دك جيفارت لهاورد دين عندما كانا في ليوا. ماذا يحقق كل ذلك 00 ؟ التشويش؟ لقد اصبحت الحملات الرئاسية اشبه بجداول الشبكات التليفزيونية وان بعض المواد العالية النوعية قد تحاط بالمواد الرديئة. ان عوامل الخوف والطابع الخطابي والمسرحي للموقف يلتف حول بعضه وهو أمر اصبح حتميا في الانتخابات في ظل العالم الذي نعيش فيه العالم المنقسم سياسيا والجاهز للقوالب الثقافية. بالتاكيد ان اقتراح بوش حول زواج الشواذ كان اشارة واضحة لقاعدته المحافظة لكنه يمكن من خلاله ايضا ان يلعب مع الناخبين المتمردين الذين يشتركون مع الجمهوريين في الاهتمام بالقضايا الاقتصادية ومنهم ولاية اوهايو التي فقد سكانها 275 ألف وظيفة.