تعتبر منطقة خان الخليجي بحوانيتها المختلفة متحفا عملاقا مفتوحا ليل نهار في القاهرة للسائحين ليشكل في مجمله مركزا للجذب السياحي لروية ما ابدعه الفنان المصري من مصنوعات وصياغات وخان الخليلي من اشهر الاحياء الاثرية الاسلامية في مصر ويعتبر مقصدا مهما للسياح حيث يشتمل على الحرف التقليدية والتراثية والبيئية باعتبارها أحد اهم الموروثات الثقافية والحرفية المصرية. ومازال هذا المكان يحتفظ باصالته مثل صناعات الحفر على الخشب واشغال الارابيسك اليدوي وتطعيم الخشب بالصدف والنقش على النحاس والفضة والتماثيل والشعارات الفرعونية واخرى خاصة بمشغولات الرسم على اوراق البردي والزجاج الملون والمشغولات اليدوية من الحلي والعقود وكذلك المطرزات. ويلقى المكان رواجا هائلا لدى السائحين الاجانب والعرب ولحي الحسين مذاق خاص في الزيارات لاسيما في شهر رمضان حيث يكون السهر في رحابه حتى الفجر وله بريق خاص في كل الايام والليالي، وقال سياح من ايطاليا والمانيا انهم يفضلون مشاهدة المنتجات المصرية الاثرية كالمصنوعات الجلدية والفضة والعطور الشرقية المركزة وغيرها والجلوس في المقاهي الشعبية ليتذوقوا شراب الكركديه والشاي بالنعناع وشاي الكشري وغيرها من المشروبات التي يشتهر المصريون بأجوائها. وقال تاجر لبيع الاحجار الكريمة في الحي يدعى المهندس احمد شاكر: إن المحل ورثه عن اجداده منذ حوالي 120 سنة حيث يبيع احجار الفيروز والاماديتس والزمرد والروبي والياقوت والعقيق والمرجان وغيرها من الاحجار الثمينة واضاف ان اكثر الزبائن هم السياح الاسبان والطليان من عشاق الاحجار الكريمة الى جانب الخليجيين الذين لديهم رغبة في اختيار نوعية محددة من الاحجار مثل الفيروز. وعن الفضة التى تشتهر بها مصر قال مالك محل في خان الخليلي ويدعى حسين سنوسي ان عمر المحل اكثر من مائة سنة مضيفا ان صناعة الفضة في مصر تلقى رواجا كبيرا من جميع السائحين. واوضح سنوسي ان السياح العرب لاسيما الخليجيين يفضلون السلاسل والاسوار والحلق وغيرها من الاكسسوارات الفضية للمنزل فيما يفضل السياح الاجانب المشغولات الفرعونية. ويختلط كل هذا التراث العريق بالعطور الطبيعية من بخور ومسك وعنبر وجوزة الطيب والاثنتي عشرة زهرة الفرعونية ومنها ما ينسب لملوك مصر وملكاتها توت عنخ امون ونفرتيتي وحتشبسوت ورمسيس الثاني وكليوباترا السادسة حسبما ذكر ابن صاحب احد محلات العطارة الموجود في خان الخليلي ويدعى محمد حسين. وقال حسين ان العطور الشرقية مصدرها الاساسي من الزهور مثل الياسمين والورد المصري والفل وزهرتي اللوتس والبنفسج مضيفا ان أسعار التولة تتراوح مابين 35 و50 جنيها. وعن الصناعات الجلدية الطبيعية التي يتميز بها الحي اوضح احد الباعة ويدعى محمد عزت انها تصنع من الجلد البقر وجلد الجمل مشيرا الى تنوعها لتشمل كافة المصنوعات مثل الشنط والاحذية والمحافظ النقدية واخرى مثل اكسسوارات المكاتب والمنزل. وهناك في خان الخليلي مقهى الفيشاوي الذي تمتزج فيه جميع الفئات والمستويات الاجتماعية المختلفة ويعتبر من اقدم المقاهي في تلك المنطقة. وذكر احد المسؤولين في المقهى ويدعى مصطفى ان المقهى تأسس منذ حوالي 240 سنة من قبل عائلة الفيشاوي الذين ورثوه ابا عن جد مضيفا ان شهرته جاءت من خلال التقاء الادباء والفنانين والشعراء فيه قبل صلاة الفجر مثل نجيب محفوظ وكامل امين وفريد الاطرش ومحمود المليجي وكمال الشناوي وفايزة احمد. واضاف انه حرصا من ادارة المقهى على ذكريات هؤلاء المشهورين فقد علقت صورهم في ارجائه لتكون ذكرى حميمة لا تنسى ابدا ويراها السائحون. يذكر ان كلمة الخان ترجع الى اصول تركية وتعنى الشارع الضيق المكتظ بالمحلات الصغيرة.