ركز جابر بن حيان الازدي في بحوثه على المنهج التجريبي لدراسة العلوم الطبيعية, ونتج عن ذلك انجازاته العلمية الرائعة والهائلة والتي لم تكن معروفة أبدا قبله. والحق ان جابر بن حيان هو قائد المفكرين الكبار في حقل علم الكيمياء ليس فقط في العالم العربي الاسلامي ولكن ايضا في جميع أرجاء المعمورة عبر تاريخ البشرية. ولخص جابر الشكري في كتابه الكيمياء عند العرب النزر اليسير من انجازات جابر بن حيان في حقل الكيمياء العامة وهي: (1) حامض الكبريتيك وسمي (زيت الزاج اوزيت المذيب) وذلك نسبة الى المادة الاولية التي استعملها في تحضيره وهي الزاج الازرق (اي كبريتات النحاس), وهذه المادة معروفة منذ العصور القديمة. (2) حامض النتريك, وحامض الكلوريدريك. ومزج الحامضين فحصل على مزيج يذيب الذهب سمي (ماء الذهب) والمعروف اليوم باسم (الماء الملكي). (3) الصودا الكاوية, ربما هو الذي حضر كاربونات الصوديوم والبوتاسيوم. (4) ابيض الرصاص اي: كاربونات الرصاص القاعدية. (5) الزنجفر اي: كبديتيد الزئبقيك. (6) درص خواص الزئبق, وحضر منه عددا كبيرا من الملاغم, ووصفها وصفا متقنا. (7) عرف خواص الفضة وايوناتها. (8) اكتشف طريقة فحص ايون النحاس فحصا نوعيا, فقد عرف ان مركبات النحاس تكسب اللهب لونا ازرق. (9) ينسب اليه تحضير الكحول, وحامض الخليك, وحامض الليمون بصورها النقية. (10) درس السموم, وكتب فيها كتابا قيما هو (كتاب السموم). (11) صنف وشرح افضل الاجهزة والادوات المختبرية المهمة, كالمواقد والافران, وتعديل الحرارة بحيث تلائم التجربة. (12) تعزى اليه عمليات جديدة لتحضير الفولاذ وتنقية المعادن. (13) ايجاد اصباغ مستخلصة من النباتات لصبغ الجلود, ومواد جيدة النوعية للدباغة نفسها. (14) عمل في حقل الاصباغ الصناعية, وعرف ماهمية استعمال الشب (وغيره من الاملاح الاخرى) في تثبيت الصبغ على النسيج (القماش). وتعرف مثل هذه المواد في الكيمياء باسم المثبتات. (15) حضر جيزا مضيئا من المرقشينا الذهبية (كبريتيد النحاس وغيره), واستخدمه بدلا من الذهب الخالص الغالي الثمن في كتابه وزخرفة المخطوطات الثمينة. (16) يقال انه توصل الى تحضير بعض انواع الطلاء التي تقي الثياب من البلل وتمنع الحديد من الصدأ. وعندما ينظر الباحث اللبيب الى البعض من انجازات جابر بن حيان الازدي في علم الكيمياء التي ذكرها جابر الشكري آنفا, ولو رجع ايضا الباحث اللبيب الى ما رصده جابر بن حيان في مؤلفاته العديدة الموجودة في مكتبات العالم - من دراسات للمادة وما يمر عليها من تحول في الجوهر او تغيير في المظهر, وايضا من وصف واضح وشامل للتحضيرات الكيماوية ومراحل التغييرات فيها. لا يسعه الا ان يقف موقف المعجب وبدهشة عظيمة من عقلية جابر بن حيان الازدي الفريدة. ويقول ابو زيد شلبي في كتابه تاريخ الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي اشتهرت كتب جابر بن حيان باحتوائها على خلاصة ما وصل اليه علم الكيمياء في عصره, كما اشتملت على بيان كثير من المركبات الكيمياوية التي كانت مجهولة قبله, كماء الفضة, وماء الذهب المهيمنين اللذين لا نتصور علم الكيمياء بغيرهما, والبوتاسيوم, وروح النشادر, وملحه, وحجر جهنم (نترات الفضة), والسليماني, والراسب الاحمر, وهو اول من وصف في مؤلفاته التقطير, والترشيح, والتصعيد, والتبلور, والتحويل, وهي من اهم اسس الكيمياء واسرارها.