من الصعب جداً حصر جميع المركبات والأحماض التي حضرها علماء العرب والمسلمين في ميدان علم الكيمياء نتيجة تمسكهم القوي بقواعد وأساسيات المنهج وابتعادهم كل البعد عن الأوهام والرمزية، ومنها: ماء الفضة ( حامض النتيريك)، وماء الذهب ( حامض النيتروهيدر وكلوريك)، والسليماني ( كلوريد الزئبق)، وزيت الزاج ( حامض الكبريتيك)، والراسب الأحمر ( أكسيد الزئبق)، وحجر جهنم ( نترات الفضة) وكربونات الصوديوم، وملح البارود، ( كربونات البوتاسيوم)، والزاج الأخضر ( كبريتات الحديد)، والأسرنج الأحمر ( ثاني أكسيد الرصاص القاعدية)، والزاج الأخضر ( كبريتات الحديدوز)، وثاني كلوريد الزئبق، والزنجفر (كبريتيد الزئبق)، والرهج ( كبريتيد الزرنيخ)، وكليس الزرنيخ ( أكسيد الزرنيخ). وقد اكتشف علماء العرب والمسلمين في حقل الكيمياء كثيراً من مركبات البوتاسيوم والصوديوم، وطريقة فصل الذهب عن الفضة بواسطة حامض النتريك، كما استعملوا بكل نجاح ثاني أكسيد المنغنيز في صناعة الزجاج، وعرفوا بكل وضوح أن النار تنطفئ عند انعدام الهواء. وصنعوا بكل دقة البارود، والصابون والورق، والحرير، والأصباغ المتنوعة، ودبغ الجلود، والروائح العطرية، والمفرقعات، والفولاذ، والزجاج، والسكر، والثلج وغيرها الكثير. وأضاف سيد حسين نصر في كتابه (العلوم والحضارة) قائلاً " ان علماء المسلمين ابتكروا الأمبيق (AL AMBIC)، وفرقوا بين القلويات والحوامض، وعرفوا العلاقة بينهما. كما وصف علماء المسلمين آلاف العقاقير. ومن أهم وأعظم ما قام به علماء المسلمين تطبيقهم الكيمياء على الطب بتميز. ولقد تقدم علم الكيمياء بين علماء العرب والمسلمين إلى درجة ملحوظة بل مذهلة، لذا ذاع صيتهم في جميع أرجاء المعمورة. والكثير من المؤلفين في المشرق والمغرب يفضلون أن يوضع اسم العرب مرتبطا بعلم الكيمياء ( الكيمياء العربية)، لأن الكثير جداً من المركبات والأحماض استحضر بواسطتهم بطرق فنية ممتازة لا تزال تطبق في المعامل الحديثة في الجامعات ومراكز البحث العلمي في العالم. والحق أن الكيمياء لم تصبح علماً حقيقياً إلا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود علماء العرب والمسلمين ونزعتهم العلمية الصحيحة القائمة على التجربة العلمية المخبرية. ويقول أحمد علي الملا في كتابه (أثر العلماء المسلمين في الحضارة الأوروبية): وقد طبق علماء المسلمين علم الكيمياء على الصيدلة والصناعة، لاسيما استخراج المعادن، وصنع الفولاذ، والدباغة، كما اهتدوا إلى صنع البارود، والأسلحة النارية، وصنعوا الورق من الأسمال القطنية الصعبة الكثيرة التراكيب.