تقارير وتصريحات امريكية اكدت مقتل اكثر من الف عراقي من الشخصيات البارزة بعمليات اغتيال منظمة بعد سيطرة الاحتلال الامريكي على العراق بينهم علماء واساتذة جامعيون ورجال دين وضباط شرطة وموظفون كبار. وعمليات الاغتيال في العراق ما زالت تتصاعد وبشكل غير مسبوق مما دفع بعض المحللين السياسيين الى توقع انزلاق البلاد الى حرب اهلية . وما يزيد التوقعات قتامة لاحتمال ان تكون الاغتيالات ممهدة لحرب اهلية هو تصاعدها بالتزامن مع خروج القوات الامريكية من معسكراتها الى خارج بغداد وتصاعد عمليات التفجير التي تستهدف مراكز الشرطة والدفاع المدني بعد ان وصل عدد ضحايا حرب الاغتيال حسب مصادر امريكية لاكثر من الف عراقي خلال الفترة الماضية . وتتنوع بصورة ملحوظة ضحايا الاغتيالات بين علماء وضباط شرطة ومسؤولين موالين للامريكان ومسؤولين في الوزارات العراقية ومسئولين من نظام البعث السابق، بما لا يمكن تحديد الجهات التي تقف وراء تلك العمليات في وقت تشير فيه اصابع العراقيين بالاتهام الى اجهزة الموساد او جهات دينية متطرفة او تنظيم القاعدة او جهات متسللة من الخارج. فهذه الجهات وربما غيرها وراء تلك العمليات وهدفها في رأي عراقيين زعزعة الامن في بلادهم فيما يرى آخرون من العراقيين ان ميليشيات الاحزاب تقف وراءها . خلال الايام الماضية شهدت بغداد عددا من عمليات الاغتيال كان من بينها اغتيال الشيخ ضامر ضاري في داره على يد مجهولين وهو شقيق الدكتور حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق. وجاء اغتياله بعد ايام قليلة من اغتيال وكيل وزارة التجارة للشؤون الادارية والمالية حسين عبد الفتاح الذي تعرض لوابل من الرصاص قبل يومين في بغداد بعد ان اعترضت سيارته خلال ذهابه الى عمله سيارة تقل مهاجمين ملثمين لاذوا بالفرار بعد ان اردوه قتيلا . وخلال الاسبوع نفسه اغتيل في بغداد عالم الذرة العراقي الدكتور مجيد حسين علي الاستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية طلب عدم ذكر اسمه أنه عثر على جثة القتيل في منطقة وسط بغداد مبينا ان الكشف الطبي على الجثة كشف عن اصابة المجني عليه بعيار ناري في الظهر باتجاه القلب واوضح المصدر ان عائلة القتيل افادت من خلال التحقيق ان الدكتور علي لم يعد الى البيت منذ سبعة ايام مؤكدين عدم وجود اية عداوة للمجني عليه من احد . وحمل المصدر وزارته ومجلس الحكم مسؤولية عدم القدرة على وقف ما وصفه بالحملة المنظمة لتصفية العلماء العراقيين مطالبا الجهات المسؤولة بتوفير الحماية لهم من دون ان يستبعد تورط مخابرات اجنبية بحادث الاغتيال. واضعا الموساد في مقدمتها.مشيرا الى ان القتيل كان ناشطا في مجال بحوث الفيزياء النووية وبالذات في مجال الطرد الذري الذي يعتبر اساسا في علم الذرة. وجاءت عملية الاغتيال لتكون التاسعة التي استهدفت علماء عراقيين بارزين خلال اربعة شهور كان آخرها اغتيال عالم الطائرات العراقي الدكتور محي حسين . وخلال الاسبوع الماضي قتل على يد مجهولين العالم العراقي مهند الدليمي استاذ العلوم في الجامعة التكنلوجية في بغداد وعلى يد مجهولين في شارع عام وسط بغداد . في الوقت ذاته نجا وكيل وزارة الداخلية للشؤون الامنية اللواء سمير مهدي الوائلي من محاولة اغتيال نفذها مجهولون الاسبوع الماضي في الباب الشرقي وسط بغداد . وقال عدد من افراد الشرطة كانوا يرافقون الوائلي ان لغما ارضيا انفجر على مقربة من سيارة الوكيل الامني اثناء مرورها في منطقة الباب الشرقي وقالوا ان الانفجار لم يلحق أي اصابات بالوائلي في الوقت الذي الحق اضرارا بالغة بالسيارات المارة وجرح احد المارة المدنيين في مكان الحادث وجاء هذا الحادث ضمن خمس حوادث تفجير شهدتها بغداد يوم الاثنين السادس عشر من الشهر الجاري . على الصعيد نفسه تم الاعلان في بغداد عن اغتيال الدكتور شاكر الخفاجي مدير عام الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية في العراق في حادث اطلاق نار من قبل مجهولين ، كما تم الاعلان عن مقتل المهندس علي موجد الحميداوي المدير العام السابق في امانة بغداد بعد ان هاجمه مسلحون مجهولون في منزله واردوه قتيلا امام باب داره . وفي بغداد وضمن مسلسل استهداف الشرطة العراقية في عمليات الاغتيال قتل ضابطا شرطة شقيقان في بغداد يوم الاثنين الماضي حينما كانا يستقلان سيارتهما للذهاب الى مقر عملهما وهما برتبة ملازم اول شرطة. قام باطلاق النار عليهما مجهولون من سيارة ( بي ام دبليو ) لاتحمل اية لوحات ولاذت بالفرار. وجاء هذا الحادث بعد يومين من مقتل مقدم الشرطة محمد نعمة الحصونة نائب قائد شرطة الناصرية خلال توجهه الى سيارته الخاصة المتوقفة قرب احد أسواق المدينة وأرداه قتيلا مسلحان مجهولان كانا بانتظاره بعد ان أطلقا النار عليه مرة واحدة ولاذا بالفرار . وفيما تبدو عمليات الاغتيالات المتكررة والانفجارات الكبيرة بداية لحرب اهلية بالتقسيط حيث عاودت خلال الايام الاخيرة لتشهد تصعيدا خطيرا فان ملامح الحرب الاهلية التي يصرح عنها ويحذر منها المسؤولون الامريكان قد بدأت تظهر ، في وقت زاد من القلق منها او اقترابها مبعوث الاممالمتحدة الى العراق الاخضر الابراهيمي الذي اختتم زيارته بتصريح عن قلقه من احتمال اندلاع حرب اهلية في العراق ، يقول عنها محللون عراقيون ان الموساد الاسرائيلي الذي يعلم تماما قدرات العراقيين وتشكيل العراق الخطر الاول في رأيهم على الكيان اليهودي في فلسطين قد يقف وراءها ويحاول تفجيرها . الفلتان الامني الذي يمهد لحرب اهلية كان اول من تحدث عنه وحذر منه الجنرال جون ابي زيد قائد المنطقة الوسطى للقوات الامريكية لتصبح فيما بعد حديث العراقيين وبعد ان اكدها ممثل الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي لتصبح حديث الاعلام العالمي ، وهو الامر الذي يشير الى ان ممهدات الحرب الاهلية اصبحت متوفرة وانها تجري بالتقسيط بانتظار ان تندلع في أي وقت مع موقف القوات الامريكية المتفرج والمثير للقلق مع هذا التصاعد الخطير.