يعتبر النويروبلاستوما من اكثر الامراض الخبيثة شيوعا لدى الرضع والاطفال وهو مرض الحياة المبكرة حيث ان 25% من المرضى المصابين بهذه الداء تظهر عليهم الاعراض خلال السنة الاولى من العمر، والباقي 75% يتم تشخيصهم قبل تمام السنة الخامسة من العمر، وقد يتم الكشف عنه عند الولادة، والسبب الحقيقي لهذا المرض عند الاطفال غير معروف حتى الآن إلا ان هذا الورم ينشأ في البداية من النسيج العصبي، ويتألف الورم من خلايا مدورة صغيرة مع سيتوبلازما قليلة، واعراضه عبارة عن كتلة في البطن مع نقص في الوزن وشحوب في اللون وارتفاع في درجة الحرارة وكذلك تضخم في الكبد مع ظهور غدد لمفاوية في الرقبة، وقد يصل الورم الى الصدر في حالة عدم تشخيصه مبكرا فيسبب آلاما في الصدر مع ضيق في التنفس، وهناك ظواهر لدى المريض قد تصل الى ضغط الحبل الشوكي في حالة امتداد الكتلة الورمية الى هذه المناطق، كما تظهر على الطفل العلامات الخاصة بالمخيخ في حالة استمرار امتداد الورم، وتأخير التشخيص والعلاج وقد ينتقل هذ المرض الخبيث عبر الطريق اللمفاوي والدورة الدموية الى مواضع متعدد وبعيدة مثل الكبد والعظام، وينتج عن ذلك تخرب شديد في العظم خاصة عظام الفخذ والمرفق والركبة، وقد يصل هذا الورم الى نخاع العظم، ويتم تشخيص المرض عن طريق الفحص الاكيلينكي والتحاليل المخبرية حيث ترتفع لدى هؤلاء المرضى نسبة (الكاتيكولامين) حث يتم عمل ذلك بواسطة الافراز البولي لمادة (الكاتيكولامين) وهو ذو اهمية عالية يساعد في اثبات وجود المرض وكذلك في متابعة العلاج وتعتبر الفحوصات الاشعاعية من اهم طرق وسائل التشخيص سواء كان في المراحل الاولى او المتقدمة خاصة ان هذا المرض الخبيث عند الاطفال يتطور الى مراحل مختلفة فالمرحلة الاولى لهذا الورم السرطاني يكون الورم محصورا في العضو الذي نشأ عليه - اما المرحلة الثانية فيمتد الورم بشكل مفصل خارج العضو الذي نشأ عليه دون ان يتجاوز الخط المتوسط. وفي المرحلة الثالثة يمتد الورم بشكل متصل ويتجاوز الخط المتوسط، وقد تصاب ايضا في هذه المرحلة العقد اللمفاوية اما في المرحلة الرابعة فيمتد الورم الى جميع العقد اللمفاوية البعيدة، وفي المرحلة الخامسة يمتد الورم الى الكبد ونخاع العظم وتتم معالجة هذا المرض الخبيث حسب المرحلة حيث يبدأ العلاج بالمواد الكيمياوية اضافة الى استئصال الورم جراحيا، وقد يحتج الطبيب الى المعالجة الشعاعية اذا لم يتم استئصال الورم بكامله جراحيا والخلاصة ان التشخيص المبكر لاكتشاف هذا المرض يؤدي الى خفض وفيات الاطفال المصابين بهذا السرطان الذي يصيب الاطفال في سن مبكرة من العمر. * استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان