قال السير جون شيلكوت رئيس لجنة التحقيق في حرب العراق إن التقرير الذي سيصدره لن يحابي أحدا على حساب الحقيقة. ويأتي تصريح شيلكوت الذي يبدأ عمله اليوم، في وقت كشفت وثائق بريطانية عن مدى التوتر والخلافات بين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين حول العمليات العسكرية في العراق. ووصف قائد القوات البريطانية في العراق الكولونيل جي. كى. تانير نظراءه الأمريكيين بأنهم «مجموعة من سكان المريخ»، في إشارة إلى صعوبة الحوار معهم. وعبر السير شيلكوت عن ثقته في إمكانية توصل لجنته إلى توصيف عميق وشامل للاعتبارات المختلفة التي أثرت على شرعية الحرب. وأضاف أن مهمتهم هي كتابة السرد بحيث نتعلم الدروس من أجل المستقبل. وتبدأ لجنة التحقيق في حرب العراق عملها وسط انتقادات متزايدة لانضمام بريطانيا إلى الولاياتالمتحدة في غزو العراق. لكن شيلكوت شدد على أنه سيجري «تحقيقا» وليس «محاكمة أو جلسات استماع». وسيكون رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي خاضت بريطانيا الحرب في عهده، أبرز الشهود الذين سيمثلون أمام اللجنة. وإلى جانب بلير، سيمثل أمام اللجنة المكونة من خمسة أعضاء، العديد من العسكريين والدبلوماسيين والوزراء من بينهم الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان وكبير مفتشي المنظمة الدولية السابق هانز بليكس. ومن المسؤولين البريطانيين كل من السفير البريطاني السابق لدى الولاياتالمتحدة كريستوفر مايير، والسفير السابق لدى الأممالمتحدة جيرمي جرين ستوك، والرئيس السابق للمخابرات الخارجية البريطانية (إم 16) جون سكارليت. وكان سكارليت رئيسا للجنة المخابرات العامة البريطانية، عندما أصدرت حكومة بلير ملفا حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وهي الحجة الرئيسية التي تم على أساسها غزو العراق. وستحاول لجنة التحقيق في حرب العراق التعرف على الأسباب التي دفعت مسؤولين بريطانيين للاعتقاد بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها بعد الحرب. لكن التحقيق الذي يغطي الفترة من يوليو (حزيران) 2001 إلى يوليو 2009، سيكون سريا في بعض الجلسات التي تعتبر مؤثرة على الأمن القومي البريطاني.