شنت وزيرة التنمية الدولية البريطانية المستقيلة كلير شورت حملة شديدة على حكومة توني بلير فاتهمتها بمساعدة الولاياتالمتحدة على ترهيب الاممالمتحدة في قضية العراق. وفي سياق عرض الدوافع خلف استقالتها على مجلس العموم البريطاني، اتهمت شورت رئيس الوزراء بأنه يزداد هوسا بمكانته في التاريخ وبأنه نقض تعهده بشأن قيام الاممالمتحدة بدور رئيسي في عراق ما بعد الحرب. واتهمت الوزيرة السابقة الحكومة بمساندة مشروع قرار حول اعادة اعمار العراق لا يعطي الاممالمتحدة الدور المحوري الذي تعهد بلير بمنحها اياه. وتناقش الاممالمتحدة منذ الجمعة مشروع قرار اميركي يهدف الى رفع العقوبات المفروضة على العراق ومنح قوات الاحتلال السيطرة على اقتصاده. ورأت شورت (57 عاما) ان الاحتمال ضئيل بان يتم اصدار هذا القرار، لكن في حال اصداره فانه لن يوجد الظروف المثلى لاعادة اعمار العراق. واعتبرت ان الحكومة البريطانية تكرر الاخطاء التي ارتكبت في المرحلة السابقة لاندلاع الحرب على العراق. وقالت متوجهة الى مجلس العموم وقد بدا الذهول على اعضائه: وعلى الاخص، فإن الحكومة البريطانية لا تؤيد الحصول من الاممالمتحدة على التفويض الضروري لتشكيل حكومة عراقية شرعية. وتابعت ان الحكومة البريطانية تدعم الولاياتالمتحدة في سعيها لترهيب مجلس الامن لحمله على اصدار قرار يخول التحالف تشكيل حكومة عراقية والسيطرة على استخدام النفط من اجل اعادة الاعمار مع منح الاممالمتحدة دورا طفيفا. وبمعزل على الازمة العراقية، حملت شورت بعنف على بلير وانتقدت اسلوبه الشخصي في ممارسة السلطة معتبرة انه ينم عن نزعة سلطوية متزايدة. وتابعت: أقول لرئيس الوزراء انه انجز اشياء عظيمة منذ العام 1997، لكن من المفارقة انه قد يدمر ارثه بفعل هوسه المتزايد بمكانته في التاريخ. وفي كلمة استغرقت عشر دقائق، حملت على السلطة المركزية التي تقع بين ايدي رئيس الوزراء وعدد متضائل من المستشارين الذين يتخذون القرارات في جلسات خاصة بدون مناقشة حقيقية. واعتبرت ان الحكومة تخلت عن اي مسؤولية جماعية لانه لم يعد هناك هيئة جماعية، بل اوامر مفروضة من اجل مبادرات سياسية تزداد فشلا وتقرر في اعلى الهرمية. وكشفت شورت انها قدمت استقالتها مرارا قبل الحرب على العراق غير ان رئيس الوزراء طلب منها البقاء في منصبها. وقد وصفته بأنه أرعن، قبل أيام من انضمام القوات البريطانية للقوات الأمريكية في حرب العراق. وبعد ساعة من استقالة شورت، عينت فاليري اموس (49 عاما) التي كانت بين نواب الوزيرة، في المنصب. واموس التي تتمتع بلقب بارونة، متحدرة من غويانا، وهي بذلك اول امرأة سوداء تتولى حقيبة وزارية اساسية. وأعلن مكتب بلير على الفور انه سيستبدل شورت بالبارونة اموس وهي وزيرة دولة بوزارة الخارجية. وكشف سرعة استبدال شورت بوزيرة اخرى ان بلير كان يعد لعزلها بأي حال. وشورت هي ثاني وزير يستقيل من حكومة بلير بسبب الحرب التي عارضها الكثير من اعضاء حزب العمال الحاكم الذي ينتمي اليه بلير والتي فجرت حالة من التذمر داخل البرلمان في مارس.