كيف يلقى كل اللوم على البي بي سي وينجو الستار كامبل وجيف هون والحكومة دون اية ادانة؟ القاضي اللورد هاتن الذي قام بالتحقيق في انتحار خبير التسلح ديفيد كيلي متهم بانه خنق القضية لكي يبرئ ساحة حكومة توني بلير ويحمل هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) المسؤولية. ان التقرير الذي كان البريطانيون ينتظرون بفارغ صبر (سبب شكوكا واسعة) ونسأل أي عدالة هذه؟!ان اللورد هاتن يقدم خدمة سيئة للشعب البريطاني. وقد اقحمت البي بي سي كمؤسسة اعلامية بشدة في الازمة واضطرت رئيسها جيفين ديفيس الى الاستقالة بعد الانتقادات القاسية التي وجهها هاتن لهذه المؤسسة الاعلامية الكبرى في بريطانيا. وكان هاتن اعتبر ان ما ذهبت اليه البي بي سي بشأن تقارير الاستخبارات والمبالغة في تضخيم الخطر العراقي لتبرير غزو العراق في 20مارس الماضي لا يستند الى اي اساس. انه مشهد بائس حيث يستقيل رئيس بي بي سي فيما يزهو منتصرا الستار كامبل .. هل هذا يخدم المصلحة الفعلية للحقيقة؟ السؤال: هل خنقت المسالة لمصلحة القيادة؟ الاجابة ان استنتاجات اللورد هاتن ظالمة بشكل لافت وتعزز ضرورة التحقيق المستقل بشأن فشل الاستخبارات الذي قاد البلاد الى حرب لا يمكن تبريرها.ان جيليجان كان على حق اكثر مما كان على خطأ في برنامجه على الصحفيين في البي بي سي ان يواصلوا عملهم في التحقيقات وطرح الاسئلة المزعجة والتسبب في المشاكل. ووصفت الصحيفة تقرير هاتن بأنه ساذج. وكان كامبل يشغل مدير العلاقات في مكتب بلير واحد الاطراف الرئيسيين في المعركة الشرسة التي دارت بين الحكومة البريطانية والبي بي سي عندما انتحر ديفيد كيلي في يوليو الماضي. الحقيقة ان القاضي هاتن خنق القضية لمصلحة القيادة. ان البي بي سي خرجت مهانة والقضية الرئيسية وهي مسألة وجود اسلحة دمار شامل عراقية لم تحسم. خنق القضية ترك الكثير من علامات الاستفهام عالقة دون اجابات. فعلى سبيل المثال هل كان من حق الحكومة ان تعلن الحرب طالما لم يكن هناك اسلحة دمار شامل في العراق وذلك دون ان الاخذ في الاعتبار قضية اخرى شائكة هي ما ذكر عن قدرة صدام حسين على شن هجوم قاتل بالاسلحة الكيميائية خلال 45 دقيقة.. ان الحكومة اعفيت ربما من مسؤولية انتحار كيلي لكن ذلك لا يعني انها كانت نزيهة بشأن العراق. الحقيقة ان اللورد هاتن سلط الاضواء على البي بي سي بدلا من تسليطها على الحكومة. وكان الصحفي اندرو جيليجان اتهم الحكومة البريطانية في برنامج فى البى بى سى بانها تلاعبت في ملف حول العراق مؤكدة ان بغداد قادرة على نشر اسلحة كيميائية خلال 45 دقيقة. ديلي ميل