وجدت الصحافة البريطانية امس السبت صعوبة في هضم نتائج تحقيق القاضي براين هاتن حول انتحار خبير الاسلحة ديفيد كيلي، والتي انتقد فيها هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي وبرأ ساحة رئيس الوزراء توني بلير. وكتب ماكس هاستينغز في صحيفة الغارديان كلما فكرت مليا بهاتن ازداد غضبي. واعتبر الصحافي انه: من الصعب الا نوافق على استنتاجاته حول اخطاء بي بي سي لكن الاضرار التي تسبب بها تقريره غير المتوازن بشكل متنافر تتخطى الى حد بعيد فداحة الخطأ. ورأت صحيفة الاندبندنت من جهتها كنت اود لو ان اللورد هاتن تفحص الوقائع من كل جوانبها. لكان عندئد وضع تقريرا اكثر توازنا ومصداقية. وقد ابعد تقرير اللورد هاتن جميع الشبهات عن حكومة بلير في اطار قضية خبير الاسلحة ديفيد كيلي الذي انتحر في تموز/يوليو بعد ان نشرت الحكومة البريطانية اسمه على انه مصدر معلومات برنامج لبي بي سي اكد ان التقرير الحكومي حول الاسلحة العراقية كان مبالغا فيه. وقد اشترك موظفو بي بي سي في تمويل نشر اعلان في ديلي تلغراف يعبر عن اضطرابهم لاستقالة المدير العام غريغ دايك. وتحت عنوان (استقلالية بي بي سي) اكدت المذكرة ان غريغ دايك يمثل الصحافة الشجاعة المستقلة والدقيقة لبي بي سي التي تعمل بدون خوف للبحث عن الحقيقة.واضاف موقعو الاعلان نحن متأثرون لرحيل غريغ لكننا مصممون على الحفاظ على ما فعله وسعيه لمؤسسة مستقلة تكون في خدمة الشعب قبل اي شيء آخر. وقد اظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي ان الناس ما زالوا يثقون ببي بي سي اكثر من الحكومة. وعلقت الاندبندنت بالقول ان بلير يأمل بقوة ان يساعده تقرير هاتن على استعادة ثقة الشعب، مضيفة: ان ظني هو انه سيخيب وان الناس - لجهة مسألة الثقة -قد اصدروا حكمهم عليه. وكان الصحفى أندرو جيليجان صاحب التقرير الذى فجر الخلاف بين هيئة الاذاعة البريطانية (بى0بى0سى) والحكومة البريطانية حول قضية تضخيم حكومة تونى بلير لقدرات الاسلحة العراقية قد استقال من عمله يوم الجمعة فى أعقاب استقالة رئيس الهيئة وكبير المسئولين التنفيذيين فيها. واعترف جيليجان بأن تقريره الاصلى الذى بثته (بى0بى0سى) فى 29 مايو الماضى شابه قصور لكنه قال ان الهيئة بأكملها كانت ضحية ظلم خطير. وكان مدير هيئة الاذاعة البريطانية جريج دايك قد استقال من منصبه يوم الخميس فى أعقاب صدور تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق فى وفاة خبير الاسلحة البريطانى ديفيد كيلى برئاسة القاضى لورد هاتون والذى تضمن انتقادات شديدة للهيئة كما استقال جافين ديفيز رئيس مجلس أمناء الهيئة من منصبه يوم الاربعاء الماضى. وأصدر المكتب الصحفى التابع لبى0بى0سى بيانا جاء فيه: نستطيع تأكيد أن أندرو جيليجان استقال.. ندرك أنها كانت فترة عصيبة جدا بالنسبة له.ومن جهته قال مكتب رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير انه لا تعليق له على استقالة جيليجان. وكان مكتب بلير قد رد بغضب على ما ذكره جيليجان فى تقريره عن علم الحكومة بأن ملفها الذى نشر فى 24 سبتمبر عام 2003م عن أسلحة الدمار الشامل العراقية تضمن مبالغات فى حجم التهديد الذى تمثله مثل تلك الاسلحة وذلك لتدعيم مبررات الحكومة فى المشاركة فى شن حرب على العراق فى مواجهة تشكك الرأى العام البريطانى. وتلا ذلك اقدام خبير الاسلحة ديفيد كيلى الذى كان مصدرا لمعلومات جيليجان على الانتحار وتعيين هاتون للتحقيق فى القضية. وقدم لورد هاتون تقريره يوم الاربعاء الماضى متضمنا انتقادات شديدة لبى0بى0سى ومبرئا ساحة بلير ومعاونيه من أى خطأ.