أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حكومته أمس الثلاثاء متعهدا باختيار فريق لاصلاح السياسة قبل انتخابات الرئاسة التي ستجرى في الشهر المقبل. ويظهر هذا التحرك ثقة بوتين في الفوز بفترة رئاسة ثانية وقال انه يرمي الى تحديد مسار البلاد بعد الانتخابات. ومن المؤكد الآن ان يتم اختيار رئيس حكومة جديد ليحل محل رئيس الوزراء المقال ميخائيل كاسيانوف قبل الانتخابات التي ستجرى في 14 مارس. ووقع بوتين في الحال مرسوما بتعيين نائب لكاسيانوف هو فيكتور خريستنكو كرئيس وزراء مؤقت. ولكن بعض المحللين تنبأوا بانه قد يختار في النهاية وزير المالية أليكسي كودرين او وزير الدفاع سيرجي ايفانوف لكي يرأس حكومة جديدة. وفاجأ قرار الرئيس او على الاقل توقيته المواطنين الروس اذ ان الحكومة وفقا للدستور مطالبة بتقديم استقالتها في جميع الاحوال بعد الانتخابات. وقال بوتين الذي بدا شاحبا وعابسا في كلمة نقلها التلفزيون على الهواء مباشرة: وفقا للمادة 117 من الدستور الروسي قررت اليوم أن تقدم الحكومة استقالتها .. هذا القرار لا علاقة له باي تقييم لانشطة الحكومة السابقة التي اعتقد انها كانت بشكل عام مرضية، بل الدافع اليه هو رغبتي في ان اوضح موقفي حول كيفية تطوير السياسة في البلاد بعد 14 مارس 2004. واشار الى انه وجد من المناسب ان يعين حكومة جديدة قبل الانتخابات لكي تنهض بنصيبها من المسؤولية في المزيد من تطور البلاد. وقال انه يتعين تشكيل مجلس وزراء جديد خلال اسبوع. وامام بوتين اسبوعان لكي يطرح رئيس وزراء على البرلمان لكي يوافق عليه. والبرلمان الآن اكثر انصياعا من ذلك الذي واجهه سلفه بوريس يلتسن. وقال ستانيسلاف جيلفر وهو محلل في شركة فوركاست الاستشارية ان اكثر المرشحين احتمالا لكي يحلوا محل رئيس الوزراء هم وزير المالية اليكسي كودرين ونائب رئيس الوزراء بوريس اليوشن ووزير الدفاع سيرجي ايفانوف. ودعم كودرين اقالة الحكومة حيث قال لوكالة انترفاكس هذا قرار مناسب وشجاع وغير عادي..ان يجرى تحديد رئيس وزراء مقبل والسياسية التي سيتم انتهاجها. وتعثرت الاسواق لفترة قصيرة بعد الاعلان. وانخفض الروبل حوالي اربع كوبكات ليصل الى 52ر28 مقابل الدولار بعد الاعلان. وفقد مؤشر ميسكس الذي يعد الاكثر تداولا في البورصة 33ر1 في المئة من قيمته ولكنه استعاد خسارته ليسجل انخفاضا لم يتجاوز 42ر0 عند الاغلاق. ويتمتع الرئيس الروسي بسلطات كبيرة في ظل الدستور الذي وضع بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مما يجعل رئيس الوزراء مسؤولا عن تنفيذ سياسة الكرملين والاشراف على الاقتصاد. وعبر بوتين مرارا عن نفاد صبره من كاسيانوف المرتبط بادارة يلتسن السابقة لفشله في تحقيق اصلاحات سريعة او نمو اقتصادي كاف. كذلك كان كاسيانوف على خلاف مع بوتين بشأن قضايا السياسة وكان المسؤول الحكومي الوحيد الذي انتقد اعتقال ميخائيل خودوركوفسكي على ذمة التحقيق لاتهامه بالاحتيال والتهرب الضريبي. وقال ايجور بونين رئيس معهد تكنولوجيات السياسة وهو مركز بحثي ان قرار بوتين قرار نفسي الى حد كبير. وقال بوتين لا يمكنه ببساطة تحمل كاسيانوف .. هناك الكثير من الاختلافات بشأن السياسة الاقتصادية. واضاف ثانيا فهو تحرك رمزي..فقد وقف بوتين وقال بصوت عال .. اريد ان اوضح ان كل الصلات باسرة بوريس يلتسن وابنه وكاسيانوف جرى قطعها الآن. والناخبون سوف يحبون ذلك. وخلافا لادارة يلتسن التي عمل بها خمسة رؤساء وزراء في فترة لا تتجاوز 17 شهرا ظل كاسيانوف هو رئيس الوزراء الوحيد في ظل بوتين وظل يشغل المنصب على مدى اربع سنوات. واكتسب شهرته كمفاوض للديون ومقرب لدى مجتمع الاستثمارات. اما خريستنكو الذي يعد الى حد ما باهتا بالمقارنة بكاسيانوف فقد شغل منصب وزير النقل والطاقة.