شهد العديد من العواصم أمس، مظاهرات تطالب بهدم جدار العار الذي تقوم اسرائيل ببنائه في عمق الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وكان من الطبيعي أن تندلع مظاهرات شتى في فلسطينالمحتلة تزامنا مع بدء جلسات محكمة العدل الدولية في لاهاي للنظر في قضية الجدار الفاصل في الضفة الغربية. واندلعت المظاهرات ساعة الظهيرة وشهدت اشتباكات مع جنود الاحتلال الاسرائيلي الذين أطلقوا الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على المتظاهرين في قطاع غزة وفي أبوديس بقطاع القدسالشرقية وطولكرم وبيت لحم ورام الله ونابلس وأريحا وجنين وقلقيلية وهذه الأخيرة هي أكثر المدن الفلسطينية تضررا من الجدار. ونقل العشرات من المتظاهرين الى المستشفيات لتلقي العلاج. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع للصحفيين في بلدة أبوديس إن خروجنا اليوم في هذه التظاهرات رسالة واضحة جدا من جماهير الشعب الفلسطيني إلى العالم ومحكمة العدل الدولية في لاهاي بأننا نرفض رفضا قاطعا هذا الجدار ولا يمكن أن نقبل به. وسارت امرأة فلسطينية امام جنود الاحتلال متحدية وخاطبتهم باعلى صوتها .. اخرجوا من ارضنا ابتعدوا عنا نحن لا نريدكم في بلادنا، أنا لا اخاف رصاصكم ولا اخاف منكم، لن تمنعوني من السير في بلدي، اخرجوا من ارضنا، سنهدم جداركم. أنا أم لشهيدين ولا أخافكم. وفي مقابل المظاهرات الفلسطينية التي شارك فيها عشرات الآلاف، تظاهر نحو 300 إسرائيلي تأييدا لاقامة الجدار وذلك في منطقة جيلو جنوبالقدس والتي بنيت في الضفة الغربيةالمحتلة خلال حرب 1967 وأصبحت هدفا لاطلاق رصاص من الفلسطينيين منذ اندلاع الانتفاضة قبل أكثر من ثلاث سنوات. وتزامنت مظاهرات جيلو مع المظاهرات المؤيدة لاسرائيل في لاهاي. وفي عمان، نظم حوالي مئتي اردني اعتصاما امام مقر الامم المتحدة تنديدا بالجدار. وحمل المعتصمون الاعلام الفلسطينية والاردنية ورايات حمراء كما رفعوا لافتات تحمل شعارات منها لا للجدار وليسقط جدار الفصل العنصري ودفاعا عن عروبة الاردن واستقلاله ودعما للشعب العربي الفلسطيني في مواجهة جدار الفصل العنصري. ويؤكد الأردن ان بناء الجدار العازل داخل الاراضي الفلسطينية يهدد ليس فقط قيام الدولة الفلسطينية وانما ايضا امن المملكة ومصالحها الوطنية. وتظاهر المئات من السوريين والفلسطينيين في شوارع دمشق. وقال هيثم المالح رئيس جمعية حقوق الانسان السورية لمراسل فرانس برس ان الهم العام لا ينحصر بالجدار، المشكلة هي ابادة الشعب الفلسطيني والامة العربية كلها غائبة عنها. وجاء في بيان وزعته لجان الارض للدفاع عن حق العودة ان جدار الفصل العنصري لا يقوض فقط امكانية قيام دولة فلسطينية بل يقطع اوصال الارض والشعب والقضية والمصير الفلسطيني وهو جدار بوجه الحلم الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير. وفي لبنان، تظاهر آلاف اللبنانيينوالفلسطينيين، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وسار المتظاهرون تحت يافطة كبيرة كتب عليها باللغة الانكليزية اهدموا الجدار. وسارت مظاهرة امام مقر الأمم المتحدة في بيروت. وطلب المتظاهرون من الامين العام للامم المتحدة ان يدعو اسرائيل الى تفكيك الجدار. ورفض البيان الادعاءات الاسرائيلية. وفي شمال لبنان نظم مئات الفلسطينيين اعتصاما امام مقر الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا، وحملوا لافتات تدعو الى مواصلة الكفاح ضد الاحتلال الاسرائيلي وهتقوا سنسقط الجدار حتى ولو كان كسور الصين. كما تجمع نحو 200 مغربي أمس امام الممثلية الفلسطينية في الرباط ليعربوا عن تضامنهم مع الفلسطينيين ومعارضتهم للجدار الفاصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. ورفع المتظاهرون اعلاما فلسطينية هاتفين لا للجدار، لا للصهيونية، فلسطين ارض الرجال الاحرار. والعراق وفلسطين، شعب واحد. وفي المنامة، تظاهر بضع مئات من البحرينيين امام مكاتب الامم المتحدة في المنامة استجابة لنداء الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني. وقالت نائبة رئيس الجمعية بدرية علي لوكالة فرانس برس ان الاعتصام تم بناء على نداء عاجل من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بمناسبة قبول الدعوى الفلسطينية امام محكمة العدل. وشارك في الاعتصام مجموعة من الناشطين السياسيين والحقوقيين بالاضافة الى مواطنين فلسطينيين وعرب يقيمون في البحرين. وقالت بدرية علي ان الاعتصام باكورة لحملة ستستمر بها الجمعية في الايام المقبلة. واضافت هناك فعاليات تضامنية اخرى في الطريق .. بدأنا حملة تبرعات لصالح لجان العمل الصحي الفلسطينية التي تعنى بتقديم مساعدات لاهالي القرى الفلسطينية المتضررين من الجدار (..) سنكرس احتفاءنا بيوم الارض لهذا العام لقضية الجدار ايضا. ويتم احياء يوم الارض في 30 مارس في ذكرى تظاهرات عام 1976 التي نظمها فلسطينيون داخل اسرائيل احتجاجا على مصادرة اراضيهم وقتل خلالها 6 من المتظاهرين وجرح العشرات. وتظاهر نحو سبعة الاف طالب صباح امس في جامعة الازهر بالقاهرة احتجاجا على حظر الحجاب في فرنسا وعلى الجدار الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية. وحمل الطلاب لافتة كتب عليها الحجاب او الجدار: ايهما رمز الارهاب؟ وساروا بها في الحرم الجامعي محاطين بقوة امنية كبيرة لمنعهم من الخروج من الجامعة. من الهتافات التي رددها الطلاب الجدار رمز الفصل العنصري.