كثيرا ما يقع بعض الفنانين في وهم التألق والتميز وتقديم ما لا يمكن لغيرهم الا يأتوا به، وهي آفه التميز الحقيقي الذي ينشده اي فنان، كما ان الهالة الاعلامية التي يحاط بها الفنان، الباحث عن التميز، توقف فاعليته المؤثرة في مقابل فاعلية هشة، سطحية، لا تدوم كثيرا. والفنان جواد العلي واحد من هؤلاء الفنانين الذين يحاطون بمتابعة اعلامية غير عادية لم يلقها كبار الفنانين الحقيقيين وهو يسعى بنفسه الى حث واستفزاز واثارة الصحافة لتبقى على دورها في التلميع له ومتابعة اخباره. ولعل قصص ارتباطاته العاطفية ومشاريع زواجه التي يعلنها هو ثم يعود وينفيها، وكذلك حكاية برنامج داود حسين التي استغلها جواد افضل استغلال في الترويج لنفسه عبر الاثارة التي توخاها في رد فعله على البرنامج الذي قام بتقليده، على الرغم من ان البرنامج قام خلال السنوات الماضية بتقليد اسماء كثيرة لفنانين خليجيين وعرب اهم واكثر فاعلية وموهبة من جواد بكثير، ولم يقم اي منهم بفعل ما فعله جواد. الالبوم الاخير لجواد العلي اكبر برهان على نهجه، اذ لا يقدم اي تميز او اختلاف مع السائد او حتى مع ما طرحه هو نفسه من قبل، في حين قام للفت الانتباه بغناء دويتو مع الفنانة احلام التي قالت للجمهور بسخرية صفقوا له. وليس جواد مريضا نفسيا تؤرقه جذوره او اصوله ونسبه، انما هو فنان زكي يسعى للاستفادة من الصحافة والاعلام بقدر المستطاع، مرة يعلن ان اصوله تركية ومرة، ايرانية وقبلهما صومالية، ويقول البعض ان اصوله فلسطينية! يا اخي.. الهوية لا تعني شيئا للجمهور لانه كما ذكرت في البداية ان التميز والاختلاف الفني هو الاهم عند الجمهور وليس الحسب والنسب، والبحث عن التميز والاعلام يجب ان يكون عبر تقديم اعمال تضاف الى رصيد الاغنية العربية وليس عن طريق اغان مثل يا ناس صلوا على النبي وغيرها من اغاني الطقاقات. هل الدوتو مع اعلام له دور في ذوقه الجديد؟