"خوان دانيال كارينيو" اسم لم يكن مألوفاً لدى الجماهير السعودية بصفة عامة، وجماهير النصر بصفة خاصة، فحينما تعاقد الفريق النصراوي منتصف الموسم الماضي مع المدرب الارجوياني؛ لتولي مهمة القيادة الفنية للعالمي خلفاً للكولومبي العجوز فرانشيسكو ماتورانا، لم يكن الاسم مستساغاً لدى الغالبية العظمى للجماهير النصراوية. «بورصة المدربين» لكن بمرور الوقت نمت علاقة الود بين المدرب المغامر، الذي حط رحاله في الملاعب السعودية للمرة الاولى عبر بوابة النصر، وبين جماهير الفريق، ويوماً بعد يوم توطدت هذه العلاقة وأصبحت متمسكة بتواجده لأطول فترة ممكنة على رأس الهرم الفني للفريق الاصفر، لا سيما في ظل المستويات الجيدة والمتصاعدة التي يقدمها النصر هذا الموسم. ويرتبط كارينيو بعقد يلزمه بالبقاء في الرياض حتى يونيو 2014، وتسعى الإدارة النصراوية برئاسة الأمير فيصل بن تركي، والذي تلقبه جماهير ناديه ب"كحيلان"، للابقاء على المدرب لأطول فترة ممكنة، بعدما لمست النتائج التي حققها كارينيو على أرض الواقع. ولا شك ان النصر ساهم بشكل كبير في ارتفاع اسهم مدربه في بورصة المدربين، حتى بات مطمعاً لاكثر من ناد سواء في السعودية أو في دول الخليج. على مستوى دوري عبد اللطيف جميل، حافظ النصر على سجله نظيفاً، وابتعد بالصدارة بفارق 6 نقاط عن أقرب ملاحقيه الهلال، بمرور 17 جولة من عمر المسابقة حتى الآن، ويحتل النصر صدارة ترتيب دوري عبد اللطيف جميل برصيد 45 نقطة، كما يبلي الفريق النصراوي تحت قيادة كارينيو بلاء حسناً في كأس ولي والعهد، بعدما ضرب الفريق موعدا أمام الشباب في الدور نصف النهائي، والذي سيلتقيه ذهاباً في 21 يناير الجاري. وكما يقولون: "من الألف للياء تتشكل الاسماء"، استطاع كارينيو وخلال فترة وجيزة أن يغير جلد النصر، بفضل التكتيك الذي ينتهجه في كل مباراة، وأيضاً لحسن اختياره لتوليفة اللاعبين التي يخوض بها المباريات والتي تستطيع ان تجلب الفوز دونما اعتبارات اخرى، فتجده تارة يجلس لاعبين مخضرمين أمثال القائد حسين عبد الغني، ومحمد نور الوافد الجديد من معقل الاتحاد. ولم يكتف كارينيو بهذا القدر من النجاح، والذي حققه مع النصر خلال فترة قليلة، بل انه عمد إلى النزول بمعدل اعمار اللاعبين ليصنع فريقا شابا قادرا على المنافسة لسنوات مقبلة، سواء استمر كارينيو مدرباً للفريق أم رحل لمحطة أخرى. «خطى ثابتة» ويقوم كارينيو بدور بارز مع النصر، حيث يعتبر من افضل المدربين المتواجدين في دوري عبداللطيف جميل ان لم يكن افضلهم على الاطلاق، وعند الخوض في هذا الامر، فإن لغة الارقام هي الوحيدة التي بامكانها ان تنصف الرجل الذي يعد أفضل مدرب أورجوياني على مستوى العالم، بفضل تدريبه للنصر والذي جعله يستعيد لونه الاصفر البراق. وبفضل قيادته الحكيمة للعالمي يسير الفريق بخطى ثابتة نحو تحقيق لقب الدوري الغائب عن خزائن النادي لقرابة 19 عاماً. واحتل كارينيو المرتبة 56 على مستوى العالم، في القائمة التي تصدّرها البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب برشلونة الانجليزي، وجاء من بعده الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب اتليتكو مدريد الاسباني. «دهاء كارينيو» ويحسب للارجوياني شديد الدهاء قراءته الجيدة للمباريات، ووضع يده على نقاط القوة والضعف لدى منافسيه،كما أن تغييراته تأتي بثمارها دوماً في جميع الاحوال وتسهم في تغيير الامور في حالة ما كان الفريق متأخراً أو تعزيز النتيجة إذا كان متقدماً. ويعمل كارينيو حالياً في صمت مطبق؛ لكي يعود النصر، بالإضافة لتوجيه رسالة للاعبين بالحفاظ على نفس النهج والمستوى، ويعمل في كل توقف على الاستفادة من الأخطاء، ومعالجتها حتى يستمر فريقه على نفس الرتم من الأداء. ويجيد كارينيو اللعب بالعزف على أوتار اللاعبين النفسية، حيث تجمعه بهم علاقة ود كبيرة بفضل التهيئة النفسية للاعبين، وتذليل كافة الصعوبات أمامهم. وبرغم سعادته بانتصارات فريقه المتتالية وحفاظه على سجله نظيفاً من الخسائر، والتي كان آخرها الفوز على الرائد أول أمس الجمعة، والحصول على ثلاث نقاط أبعدته عن ملاحقه الهلال مسافة 6 نقاط، إلا أنه يرفض الاعتراف في كل أحاديثه ان فريقه في طريقه للتتويج باللقب بعد طول انتظار. وعقب مباراة الرائد، قال كارينيو: الانتصارات جميلة، ولكن حتى نواصل صدارتنا ونبتعد عن أي ضغوط يجب ان نفكر في الفوز في المباريات التسع المتبقية في الدوري، فيجب أن نركز في كيفية حصد النقاط، حتى نواصل زحفنا وأحقيتنا بتحقيق لقب الدوري. وأصبحت الروح القتالية هي ما يميز النصر هذا الموسم، على عكس المواسم الماضية فالجميع يرفض الاستسلام، او الارتكان لتقدم الفريق في النتيجة، والكل يؤدي بروح قتالية حتى آخر دقيقة.