سعادة الدكتور ناصح الرشيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا اود ان اشكرك كثيرا على هذه الصفحة الجميلة التي حملت في بياضها سواد الاحزان, وفي سواد الاحزان بياض الامل والتفاؤل.. ودفعتنا للافضاء بما تثقل به كواهلنا والبوح بآلامنا التي كتمناها طويلا. سيدي: انا فتاة في نهاية العشرينيات من عمرها اتمتع بقدر من الجمال والذكاء دفع ابناء عمومتي واقاربي للتسابق للزواج مني ووفقني الله في احد الاقرباء شاب ذكي طموح يتمتع بكل ما ترغبه فتاة من احلام فعقله متفتح ومعاملته وتفهمه للانسان التي اختارها جيدة. عشت معه ما يقرب من العامين كانني في حلم واثمر زواجنا عن طفل جميل عمره الآن اربعة اعوام. يا سيدي اكتب اليك بعد عامين من وفاة هذا الزوج الحبيب في حادث سيارة نتيجة تهور احد الشباب غير المسؤول مما حطم حياة اسرة سعيدة وبدل افراحها احزانا اذ مات الزوج ودخلت الام دائرة الحزن المريع ويعيش الابن يتيم الاب. أأسف لانني انفعلت بسبب هذه الذكرى المؤلمة فليس هذا ما كتبت هذه الرسالة من اجله ولكن هناك أمرا آخر اود ان استشيرك فيه لانه يهمني جدا لمستقبل ابني الذي احبه. يا سيدي منذ ما يقرب من العام ويتقدم الى اسرتي العديد من طالبي الزواج مني واجد ضغطا من اسرتي للزواج رغم ايماني بانني اخذت نصيبي من الحياة على ان اتفرغ لتربية ابني الذي احبه كثيرا. المهم يا سيدي ان اسرتي بعد موافقتي الضمنية وقع اختيارها على شاب وجدت انه المناسب والمتفهم لظروفي وهو ايضا كان متزوجا ولديه طفلة عند امها المطلقة. ولكن ما صدمني هو اصراره على ان نعيش دون طفلي وطفلته اي يبقى طفلي مع اسرتي مفتقدا لحنان امه وتبقى طفلته مع امها مفتقدة حنان ابيها اي يطالبني ان اتجرد من امومتي وان يبدأ حياة جديدة يكون اطفالنا فيها هم المتن اما طفلته وطفلي فهما الهامش. والغريب يا دكتور ان اهلي واهله يشاطرونه افكاره ويشجعونه على ذلك. الآن انا اتعرض لضغط كبير من اسرتي للموافقة ولكنني اتهرب واحاول فانا بصراحة لا يمكنني الاستغناء عن ابني او الابتعاد عنه لحظة واحدة ولو اضطررت للقبول فلن استطيع العيش بسعادة وربما تسببت في الضرر لنفسي وهذا ما لا ارضاه. برجاء ان تفيدني خاصة وان الجميع هنا يقرأون صفحتكم ويتفاعلون معها. دمتم. ام احمد انتفاء المنطق @ الاخت - ام احمد أولا اشكرك على ثقتك التي نعتز بها, ونؤكد اننا مع الجميع وان هذه الصفحة ما وجدت الا من اجلكم. نعرج على مشكلتك وقبل ان نقول اي كلمة اقول لاهلك: حكموا الشريعة والمنطق والفطرة فهل بين كل ذلك ما يدعو الى عزل طفل يبلغ من العمر عامين عن امه خاصة وان اباه ليس على قيد الحياة؟ اعتقد بعيدا عن الكلمات المنمقة وعن المشاعر المتوهجة ان الاجابة بالنفي.. وارى ان زواجا يبدأ على الاجتزاء وعلى الانانية لا يمكن ان يكون صحيا بالكامل ولابد ان تشوبه الشوائب والفكر المشتت فكيف لام انتزع طفلها ان تمنح الحب و السعادة لاي انسان مهما كان؟ يا اختي الفاضلة هناك حلول يمكن لها اذا اصر اهلك ان تكون مناسبة ومرضية ولعل اهمها بقاء طفلك معك الى ان يبلغ اشده وارى انه ليس هناك مانع في ادماجه باسرتك المقبلة, واذا استدعى الامر وكانت المسافات متقاربة بينك وبين اسرتك في المسكن ان يقضي معك النهار وعند النوم يذهب الى بيت الاسرة واعتقد يا ام احمد ان تفاهما قبل الزواج مع هذا المتقدم اليك عبر الهاتف للتفاهم معه وتوضيح الامور بصدق يمكن ان يؤدي الى نتيجة.. وايضا ايضاح الامر لاسرتك اما اجتزاء طفلك عنك فهذا ما لا يرضاه احد ولا منطق اما بالنسبة لابنة زوجك فهي تعيش مع امها ويمكن لابيها زيارتها وقتما يشاء بالاتفاق مع اسرة زوجته اي هناك بديل للحنان وهذا ما يفتقده ابنك عند انفصاله عنك. مواجهة المشكلة بوضوح وصراحة وصدق تقود الى الحل الصحيح فالامر يرتبط بمصائر ونحن لا نريد ان يخرج المجتمع افرادا محطمين نفسيا او مشوهين عاطفيا لحرمانهم من امهاتهم او اهليهم وهم على قيد الحياة.