كريم وأصدقاؤه كانوا من بين 27 مليون إيراني شاركوا بكل حماسة في الانتخابات البرلمانية التي جرت منذ أربع سنوات. أما هذه المرة فإن كريم لا يبدو مهتما بالامر. وقال طبيب الاسنان البالغ من العمر 35 عاما وهو من طهران الانتخابات. آه ، نعم الانتخابات .. ربما نذهب في رحلة إلى بحر قزوين. وكان يرد على سؤال عما إذا كان سيذهب للتصويت يوم 20 فبراير. ففي عام 2000 فاز الاصلاحيون الواعدون القريبون من الرئيس محمد خاتمي بالاغلبية في البرلمان. ولكن محاولاتهم لتمرير تشريع يضمن حرية الصحافة ويوقف التعذيب في السجون أو يكفل حقوق الطلاق للمرأة أحبطها المتشددون ذوو النفوذ القوى. والان فإن 87 من النواب الحاليين إلى جانب أكثر من 000ر2 مرشح إصلاحي آخرين ممنوعون من دخول انتخابات الاسبوع القادم من قبل رجال الدين المحافظين في مجلس صيانة الدستور الشبيه بمجلس الشيوخ. ونتيجة لذلك استقال 130 نائبا بالبرلمان وهو ما أوقع إيران في أول أزمة داخلية خطيرة منذ قيام الجمهورية الاسلامية قبل 25 عاما. ويقول مهندس الكمبيوتر علي كيف يقفون بلا حول ولا قوة أمام رجال الدين رغم أنهم فازوا بنسبة 70 في المئة من أصوات الشعب .. الانتخابات الجديدة لن تغير أي شيئ. ويري كريم أيضا أن الانتخابات لا طائل من ورائها. وقال نعيش في القرن الحادي والعشرين وبينما العالم مشغول بفيروسات الكمبيوتر واستنساخ البشر مازلنا نتجادل بعد 25 عاما حول من له الكلمة في حكم البلد. ويطالب الاصلاحيون بكل صراحة رجال الدين بترك إدارة البلاد للحكومة والبرلمان المنتخب بطريقة ديمقراطية. إلا أن رجال الدين الحاكمين يعتبرون أن ذلك غير دستوري وأنه محاولة لاحلال الاطار الاسلامي بنظام علماني. وأكثر من 75 في المئة من سكان إيران البالغ عددهم 5ر66 مليون نسمة تحت سن الاربعين وكانوا إما صغار السن جدا (تحت 16 عاما) أو لم يكونوا قد ولدوا عندما وافقت أغلبية ضخمة في استفتاء عام 1979 على النظام الاسلامي في إيران. وقال الناشط الاصلاحي سعيد عاجريان لا يمكن للجيل الجديد أن يعيش بقرارات جيل آخر. وأضاف لذا يعتبر غالبية الناس أن إجراء استفتاء جديد.. هو الوحيد لتحديد ما نريده والاكثر أهمية ماهو الذي لا نريده. وقال محمد رضا خاتمي رئيس جبهة المشاركة الاسلامية الليبرالية وزعيم المعارضة في إيران لا نخشى الاستفتاء وأنا لست متأكدا من الطرف الاخر(رجال الدين) رغم ذلك. وقال كريم وهو مثل العديد من الشبان في مثل سنه لا يرى شيئا منظورا في الوضع القائم ويريد بشغف أن يهاجر إلى الغرب سأشارك في أي استفتاء. ويعارض رجال الدين إجراء أي استفتاء جديد وكذلك الرئيس محمد خاتمي الذي يريد مواصله نهجه الاصلاحي في داخل الاطار الاسلامي. وهناك مخاوف من أن النزاع قد يؤدى إلى لا مبالاة من جانب الناخب. فلا أحد يتوقع أن تصل نسبة الاقبال في الانتخابات السابقة والتي بلغت 62 في المئة إلى نفس النسبة هذه المرة. يذكر أنه يتعين أن تصل نسبة الاقال إلى 40 بالمئة على الاقل كشرط لصحة الانتخابات. وأي شئ أقل من ذلك سيعرض شرعية النظام للخطر وسيجعل، طبقا للتقارير المحلية، الرئيس خاتمي يتقدم باستقالته. ولذا فان رجال الدين قاموا بتعبئة كافة مواردهم وخاصة شبكة التليفزيون الرسمية (إيريب) لتشجيع جموع الناخبين البالغ عددهم 3ر46 مليون على الادلاء بأصواتهم. وذهب بعض رجال الدين إلى حد وصف التصويت بأنه واجب ديني. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الايرانية عن نوري همداني قوله أنه يجب النظر إلى التصويت على أنه نوع من (الجهاد).