فاز المرشح حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية منهياً ثمانية أعوام من حكم المحافظين في إيران، وفق ما أعلن وزير الداخلية الإيراني السبت. وأوضح الوزير في النتائج النهائية التي أعلنها أن "روحاني" الذي حظي بدعم المعسكرين المعتدل والإصلاحي حصل على 50.68 في المائة من أصوات الناخبين في الدورة الأولى للانتخابات، متقدماً على خمسة مرشحين محافظين. ويعد حسن روحاني رجل الدين الإيراني الوحيد الذي خاض الانتخابات الرئاسية الإيرانية. وأكد "روحاني" (64 عاماً) خلال الحملة الانتخابية رغبته في أن تتبنى بلاده نهجاً معتدلاً، كما حظي بدعم إصلاحيين بينهم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي حثّ أنصاره على التصويت لصالح روحاني. وكان الرئيس السابق على أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي يمثل إسلاميين معتدلين، أعلن دعمه لروحاني بعد منعه (رفسنجاني) من خوض السباق الرئاسي, وتعهّد "روحاني" بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين وضمان الحقوق المدنية والتعهّد باستعادة "كرامة البلاد". وخلال مناظرة سياسية بين المرشحين الرئاسيين أثار "روحاني" قضايا حساسة مثل المواجهة مع الغرب بخصوص الملف النووي، وتردي علاقات إيران دولياً والوضع المتردي للاقتصاد الإيراني، وعزلة طهران عن المجتمع الدولي. وتعهّد "روحاني" باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. كما حث الإيرانيين على التصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية، قائلاً إن المتشددين "لا يريدون منكم التصويت، فهم يريدون الفوز بالانتخابات دون مواجهة أي تحديات". ويعد "روحاني" واحداً من الشخصيات السياسية المهمة في إيران، حيث شغل العديد من المناصب البرلمانية، والتي تضمّنت منصب نائب رئيس البرلمان، وممثل آية الله خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي. وكان "روحاني" أحد كبار المفاوضين في المحادثات النووية مع الاتحاد الأوروبي، إبان ولاية "خاتمي". كما أنه يرأس حالياً مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهو أحد الأجهزة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى. وخلال التظاهرات الطلابية التي خرجت مناهضة لإغلاق إحدى الصحف الإصلاحية عام 1999، تبنى "روحاني" موقفاً شديداً بإعلانه أن من ألقي القبض عليهم في تلك التظاهرات بتهمة التخريب وتدمير ممتلكات الدولة سيواجهون عقوبة الإعدام إذا ما ثبتت إدانتهم. إلا أنه وفي وقت لاحق، أبدى دعمه للتظاهرات التي اندلعت عقب انتخابات عام 2009 ووجَّه انتقاداته للحكومة؛ لمعارضتها ما كان يراه من حق الشعب في التظاهر السلمي. يُذكر أن "روحاني" يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية، كما أنه حاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة غلاسغو كاليدونيان بإسكتلندا.