انتقدت الصحف الالمانية قرار شرودر بالتنحي عن قيادة الحزب، حيث ذكرت كثير من الصحف أن ذلك يمثل بداية النهاية بالنسبة لشرودر. وقالت صحيفة سوديتش تسايتونج إنه القرار الخطأ الذي اتخذ بسبب الفوضى والفزع في الحزب. وأضافت ان الحزب الاشتراكي الديمقراطي لا يحتاج إلى رئيس جديد ولكنه يحتاج إلى رؤية واضحة. إن أزمة الحزب ليست أزمة أشخاص لكنها أزمة مضمون. وقالت إن تغيير القيادة لا يفعل شيئا بالنسبة للازمة. بل على العكس فإنه يضعف الثقة بما يسمى بمسار الاصلاح. وكتبت صحيفة فرانكفورتر الجماينة إن هذا اقتراع بعدم الثقة لن ينجو منه رئيس الحكومة شرودر. إن برلين غارقة في الضوء الشاحب لغروب شمس المستشار (شرودر). وقالت صحيفة داي فيلت إن استقرار شرودر كرئيس للحزب تعبير عن الضعف وربما بداية النهاية لولايته كمستشار حتى لو كان الهدف من هذه الخطوة هو أن تكون بمثابة انقلاب. وقالت صحيفة بيلد إن مونتيفيرينج هو (المستشار السري). وأضافت أن استقالة شرودر كزعيم للحزب تعد إشارة استغاثة، وعلامة على حدوث كارثة. وتعنى أن القبطان هو أول من غادر السفينة الغارقة. وقالت إن أي شخص يعرف الحزب الديمقراطي الاشتراكي قليلا يعرف أن المستشار ليس شيئا، ليس شيئا مطلقا، لو لم يكن مسيطرا على الحزب. من جهة اخرى أيد زعماء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني قرار المستشار جيرهارد شرودر بإفساح الطريق أمام فرانز مونتيفيرينج لتولى زعامة الحزب. ورشحت اللجنة التنفيذية في الحزب مونتيفيرينج كزعيم للحزب وتم اختيار كلاوس أوى بينيتر أحد مساعدي شرودر كسكرتير عام للحزب. وتم ترشيحهما بالاجماع على ان تجرى عملية انتخابهما في مؤتمر خاص يعقد في 21 مارس القادم في برلين. وأيد أعضاء اللجنة التنفيذية قرار شرودر بالتنحي كفرصة لاحياء شعبية حزبهم وتعزيز المساندة الشعبية للاصلاحات المثيرة للجدل. وأشاد شرودر بالتغيير على مستوى القيادة كبداية جديدة للحزب ودعا إلى المزيد من الوحدة والانضباط. وقال شرودر أرى أنا وفرانز مونتيفيرينج أن الاصلاحات الضرورية لتجديد ألمانيا يجب أن تستمر بنفس القوة. ولكن زعماء المعارضة بمن فيهم انجيلا ميركيل، زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، دعوا إلى إجراء انتخابات جديدة. وقالت ميركيل لصحيفة فيلت أم سونتاج نشرته امس إن أفضل شيء الان هو إجراء انتخابات جديدة بأسرع ما يمكن. ومن المؤكد أن الشخص الذي لايستطيع إقناع مؤيديه لا يستطيع اصطحاب شعب ألمانيا معه على طريق الاصلاحات الضرورية. واعترف شرودر يوم الجمعة أنه فشل في إقناع أنصار الحزب بمساندة سياساته الخاصة بالاصلاح، لكنه أكد أنه سوف يمضي قدما في السياسات المؤيدة للشركات بهدف خلق فرص العمل. وقال شرودر (59 عاما) إن قراره بالتنحي عن زعامة الحزب سيؤدى إلى (تقسيم العمل) مع مونتيفيرينج الذي يبلغ من العمر 64 عاما.