شارت التوقعات إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار الألماني جيرهارد شرويدر سيمنى بهزيمة كبيرة في الانتخابات التي تجرى في ولايتين مهمتين اليوم فيما بدأ الناخبون يفقدون حماسهم إزاء حكومة شر ويدر الائتلافية المنتمية ليسار الوسط. وتعقد الانتخابات في الوقت الذي تدنت فيه شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم بصورة غير مسبوقة، وذلك بعد أربعة أشهر فقط من إعادة انتخاب الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر في الانتخابات العامة التي جرت في 22 سبتمبر الماضي. ومن المتوقع أن يعطي غالبية الناخبين في ولايتي هيسن وسكسونيا السفلى أصواتهم لمرشحي الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض في انتخابات اليوم للاحتجاج على عدم وفاء شرويدر بوعده الانتخابي بعدم فرض ضرائب جديدة وعلى ارتفاع معدلات البطالة التي تزيد حاليا على 10 % ، وتباطؤ الاقتصاد الذي سجل معدل نمو لم يتجاوز 2.0 % العام الماضي. ويتوقع في هيسن حصول حزب شرويدر على نسبة 29 % فقط من الاصوات مقابل 51 % للحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ الذي يحكم الولاية حاليا. وفي سكسونيا السفلي، تشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم سيحصل على نسبة 35 % من الأصوات مقابل 48 % للحزب المسيحي الديمقراطي المعارض. وقال شرويدر في حديث لمحطة إذاعة( إن. دي . أر) قبل أيام (إننا متمرسون في التقدم من الخلف في المرحلة الأخيرة من السباق). و جعل شرويدر موقفه المعارض لشن حرب على العراق قضية رئيسية في الحملة الانتخابية وذلك في مسعى للتأثير على آراء الناخبين. ويعتقد على نطاق واسع بأن رفض شرويدر لشن حرب ضد بغداد له الفضل في تحويل آراء الناخبين لصالحه في الانتخابات العامة في سبتمبر . ولا يعبأ شرويدر بما تلحقه تصريحاته بشأن الحرب من أضرار بالعلاقات الدبلوماسية مع الرئيس الأمريكي ، فقد قال المسئولون الأمريكيون بغضب (أن العلاقات مع برلين أصبحت مسممة وأنها تمر بفترة جفاء شديد). وسيكون لهزيمة الاشتراكيين الديمقراطيين في انتخابات اليوم في الولايتين تأثير كبير على المستوى الفدرالي كما ستكون مزعجة بشكل شخصي لشرويدر. كما ستؤدي هزيمة الاشتراكيين الديمقراطيين إلى تعزيز هيمنة المسيحيين الديمقراطيين على البوندسرات (مجلس الولايات) الذي لا يمكن تمرير الكثير من التشريعات الداخلية دون موافقته. ويعني هذا أن إصلاحات شرويدر المزمعة لا يمكن تنفيذها إلا في إطار تسوية مع المعارضة التي تعهدت بعدم عرقلة خطط الإصلاح. ويقول رولاند كوخ رئيس وزراء ولاية هيسن من الحزب المسيحي الديمقراطي (سنتمكن من السيطرة على ائتلاف شرويدر بصورة أكبر). وستكون الهزيمة في ولاية سكسونيا السفلي، مسقط رأس شرويدر، ضربة لكبريائه. وكان المستشار قد شغل منصب رئيس وزراء الولاية خلال الفترة من 1990 إلى 1998 ، ويعتبر سيجمار جابريل رئيس وزراء الولاية الحالي أحد الخلفاء المحتملين لشرويدر في قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي.