لا يتوقف سكين الجزاز في متجر تيان تيان عن تقطيع الدجاج ولكن الخوف من انفلونزا الطيور التي اجتاحت مناطق في آسيا أدى الى تقلص العمل الى النصف. وتحتج مدام فو صاحبة المتجر قائلة (طيوري من ماليزيا حيث لا توجد انفلونزا الطيور. ولكن الناس لا تزال تخشى ان تأكل). يبيع المتجر 50 دجاجة كاملة يوميا عندما يكون العمل جيدا ولكنه تراجع كثيرا هذا الاسبوع. أوقفت سنغافورة استيراد الدجاج الحي من كل البلاد المصابة بانفلونزا الطيور التي انتشرت سريعا في عشر دول من اليابان الى باكستان وقتلت 15 شخصا وملايين الدواجن. وفي ظل توقعات بأن ينكمش اقتصاد سنغافورة بنسبة خمسة في المئة في 2004 تمت تغطية مزارع الدواجن بشباك لحمايتها من طيور مهاجرة يعتقد أنها تنشر المرض في المنطقة. وتأمل هذه المدينة الدولة أن تستعيد طفرة سياحية حققت عائدات قيمتها 700 مليون دولار سنغافوري في عام 2002. ولتحقيق هذا الهدف أطلق مجلس السياحة بسنغافورة حملة شعارها (ماكان) أي (لنأكل) بلغة البهاسا التي يتكلمها السكان في ماليزيا واندونيسيا المجاورتين. ويذكر ان مبيعات الطعام والمشروبات تشكل ثالث أكبر مصدر للعائدات السياحية في سنغافورة بعد التسوق والفندقة. قالت جوسيلين انج نائبة مدير ادارة المأكولات والمشروبات بهيئة السياحة (نتوقع ازدهار حملة (لنأكل) وأن تزداد العائدات). وتشيد السلطات الصحية بنظافة تيان تيان وكل أكشاك الطعام بسنغافورة وعددها نحو 16 ألفا. ولتوفير مزيد من الحماية للزبائن أدى راقصون صينيون رقصات التنين الصينية التقليدية لطرد الارواح الشريرة من المركز في الايام الثلاثة الاخيرة من مهرجان عام التنين الجديد. لكن سائحة من سكوتلندا تناولت غداء من الدجاج في مركز الطعام في الهواء الطلق قد يقذف بها في الحجر الصحي عندما تسافر الى استراليا. قالت فيونا ألن 27 سنة وهي تتناول المعكرونة :لن آكل الدجاج بعد الآن الا اذا طبخته بنفسي. وقالت صديقتها ماي تان أعتقد ان الدجاج هنا آمن بعد ان فرضت الحكومة قيودا صارمة على كل شيء خاصة بعد العام الماضي. وكانت تشير الى اجراءات سنغافورة الصارمة للسيطرة على مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) الذي قتل 33 مواطنا وادى الى هبوط معدل السياحة الى النصف في ابريل الماضي. وقال سيتوه الكاتب السياحي السنغافوري الذي صحب صحفيا من جريدة نيويورك تايمز في جولة بمطاعم الجزيرة اننا نستمتع بطعامنا لدرجة اننا نتقاسمه مع العالم. وفي ابريل سيقدم سيتوه بالاشتراك مع مجلس السياحة رحلات سفاري قصيرة برسم مقداره 66 دولارا محليا للشخص الواحد الى مركز أكشاك الطعام لتناول عشرة أطباق كعينة تشمل مقبلات مثل الروبيان والسمك بالكاري. قالت مدام فو ربما تساعد هذه الرحلات بالحافلات على تحسن العمل ولكنني آمل ألا يخشى السياح القادمون من نيويورك تناول الدجاج. وستنتهي حملة لنأكل بانتهاء مهرجان الطعام في سنغافورة في يوليو.