عزيزي رئيس التحرير نلاحظ ان الكثيرين منا يعدون للاحتفال باستقبال هذا العام الجديد بشتى الاشكال. كل على طريقته. ولكن يا ترى هل منا من يلتفت الى هذه السنة التي تلفظ انفاسها الاخيرة على قارعة السنة الجديدة هذه السنة التي سجلت في حركة التاريخ واسهمت في تكوينه. ذلك التاريخ الذي يسجل خطونا مع الزمن ومدى تأثيرنا فيه ومدى تأثيره فينا هل يا ترى منا من يحدق في اعماق نفسه ليرسم حركة الزمن فيها على ورقة بيانية فيحدد فيها أعماله على شكل نقاط ويصل فيما بينها كي يتضح الشكل ويرى نتيجته هل كان الرسم تصاعديا أم تنازليا؟؟؟ وهل حققنا ما نريد؟؟ وهل انتهزنا كافة الفرص التي قدمها الله تعالى لنا على طبق من ذهب؟؟ هل كانت مسيرتنا تقدما أم تأخرا وكيف كان قياسنا للاحداث التي واكبناها؟؟ هل أثرت أفكارنا وثقافتنا؟؟؟ وهل اسهمت في اثراء ارواحنا وانفتاح عقولنا؟؟ هل سنتركه يمضي دون ان نحقق ذاتنا؟؟ دون ان نقدم شيئا لانفسنا ولمن حولنا؟؟ لا .. يجب ان ندرك عجلة الزمن وان نستعد وعد حساباتنا للغد.. علنا نستدرك ما فاتنا قبل فوات الأوان هيا نسير في درب نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونعمل كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ففي غمرة انشغالنا بالحياة الدنيا قد ننسى الآخرة وهكذا ربما نكسب دنيانا ولكن هذا الفوز سيكون محدودا ومؤقتا. بينما في الحقيقة نحن لن نكون سوى خاسرين في الحياة الآخرة لذا يجب ان نوازن بين الحياتين فلا نرجح كفة على حساب الاخرى وليكن قوله تعالى (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) ناقوسا يدق في عالم النسيان. لان الآخرة هي الغد الحقيقي كما نعرف ولكن الى ان يحين ذلك لنعمل معا على تحسين واقعنا واصلاح انفسنا وتطهيرها من كل شر فيا اخوتي قبل ان تغلقوا دفتر هذا العام انظروا في داخل نفوسكم هل أفرغتموها من حب الدنيا والتعلق بزبرجدها؟؟ هل هناك من ظلمتموه دون وجه حق؟؟ هل هناك من لم تصله من رحمك؟؟ دققوا في حساباتكم جيدا أرجعوا الحقوق الى اهلها صلوا من قطعتموه من رحمكم وارضوا الله وكونوا كما يحب حتى تكونوا مستعدين لاستقبال العام الجديد. @@ هشام بن عبداللطيف النعيم