تمر الأيام والأشهر والسنون والبعض على حاله لا يتغير ولا يحرك ساكنا كل همه في الحياة رغباته ومظاهر الدنيا الزائفة .. التي يسعى وراءها ناسيا أو متناسيا أنه سيأتي يوم ويترك كل هذه المظاهر الكذابة؟! يا ترى هل بحث في صفحات عمره وراجع ما عمله قبل فوات الأوان ؟! ان الزمن سيمتد له طيلة حياته خالد مخلد فيها... وكثيرون الذين يقولون نتمنى أن تتغير فينا صفات لا نحبها ولا نرضاها لأنفسنا ولكنهم يرددون (الطبع يغلب التطبع) مع أن هذا المثل غير صحيح لأن الطباع يمكن ان تتغير بالصبر ومجاهدة النفس فهي بحاجة للإرادة القوية التي تأتي في شخصية قادرة على التحكم في رغباتها .. فلما لا يستغل المرء شهرا عظيما من أفضل الشهور والذي سيداهمنا عما قريب بإذن الله .. في تغيير تلك الطباع .. فشهر رمضان يجعل المرء يفيق من سباته ويراجع حساباته حتى يرجع كقطرة ندية عذبة تذهب وحشة وضياع القلب فبعدها سيسعد هذا القلب وتمتد يداه بالجود والعطاء والحب والدفء للآخرين. استعجال تتقافز نبضات قلوبنا فرحا بقرب موعد الحبيب المنتظر .. فللشروق منه طعم ومذاق آخر .. وللغروب فرحة ليس لها مثيل .. فليس كغروب الأيام في الأشهر في السنة .. بل غروب له نكهة يتذوقها من عرف معناها ؟! فالكل فرح ومسرور لقدومه فلقد استعد له البعض استعدادا كله همة ونشاط وحيوية فيا ترى ما استعدادهم ؟! أهو استعداد يطلب المعالي؟! ام للتغيير الذي نتحدث عنه؟! ام وقفة يقف فيها المرء مع نفسه على ما قدم حتى يبتدئ صفحة جديدة.. صفحة كلها بياض يحافظ على قدر ما استطاع على نقائها وصفائها مدى الحياة؟! من الصائم؟! تتزاحم أحرفي مع كلماتي تريد أن تعرف من الصائم حقا ؟! أهو ذاك الذي امتلأ قلبه حقدا وغلا وكراهية على أخوانه المسلمين .. أم ذاك الذي لا يشعر بأبسط المشاعر والاحاسيس تجاه أخوانه الفقراء والمحتاجين ؟! ويبخل بالقليل القليل حتى في هذا الشهر الفضيل .. أم ذاك الزوج الذي علا صراخه على زوجته لأنه يريد مائدته يوميا فيها ما لذ وطاب وكأن شهر رمضان شهر ملء البطون حتى الانفجار فأين القلوب.. ؟! يا ترى هل فكر هذا الزوج بأن زوجته كذلك صائمة مثله قد تحملت ما لم يتحمله هو من عمل كموظفة مثلا ثم تأتي وتطبخ طعامه وتذاكر لأولادها دروسهم .. هذا غير استقبال الضيوف .. و .. و .. ولكنه (يا حرام) صائم وكأنه لم يصم في هذا الكون الا وهو ؟! من الصائم. حقا ؟! أهو من جعل ليله كله سمرا وطربا .. أم من أمضاه في مشاهدة ما تفرضه القنوات الفضائية من مسلسلات وأفلام ؟! من الصائم .. حقا ؟! تأمل؟! مشهد يشدني ويسترعي انتباهي .. ويؤثر احاسيسي ويهزني .. عندما أرى هؤلاء (العمال) في شهر رمضان يعملون تحت حرارة الشمس الحارقة أقول: ما أعظم أجركم عند الله . في هذا الشهر الفضيل .. وصبركم على هذا العمل الشاق .. أين الذين يتبرمون ويتضجرون وهم في أرقى المكاتب وأرفه الأماكن ويقولون تعبنا .. انظروا الى من دونكم تعرفوا حينها نعمة ربكم عليكم؟! نقطة: يا حبيبي المنتظر .. عجل بالمسير .. فإني أريد احتضانك .. ومفاجئتك فأنا محتاجة اليك كحاجة الأرض العطشى . . لحبات المطر.