التقت جماعة حوار بنادي جدة الثقافي مساء الثلاثاء الماضي لقراءة رواية (اللعنة) للكاتبة سلوى دمنهوري وكانت القارئة الرئيسة للرواية نورة المري وهي قاصة وكاتبة حائزة على درجة الماجستير في الأدب الحديث. وتناولت المري في قراءتها مدخلين: البعد الاجتماعي والبعد الفني ملخصة في القراءة الأولى (البعد الاجتماعي) ورؤية الكاتبة للمجتمع محاولة ربط الأفكار الاجتماعية بتصرفات الشخصيات. أما القراءة الثانية : فكانت حول البعد الفني وبنية الرواية وهي ما ركزت فيه لقراءة الرواية منطلقة من الإيقاع الروائي وبرؤية موضوعية لمست مواطن القوة والضعف في الجانب البنائي للرواية. وأشارت إلى أن الكاتبة تجنبت المصطلحات القوية، وأن المتلقي كان يقرأ ما هو مكشوف في الرواية وبالإضافة إلى أنها وفقت في اختيار عنوان الرواية مما ترك ايقاعاً في بعض الحوارات وثنايا السرد. وتطرقت إلى الإيقاع البيئي والزمني وكيف أنها وظفت رمزي (الليل) و(فصل الشتاء) وأن رمز (الليل) مثل المحور الرئيسي للأزمنة في الرواية فهو يمثل التشاؤم كما أنه يسبر أغوار الشخصيات. وللمرة الأولى يخرج معظم الحاضرين في جماعة حوار بانطباع جميل حول الرواية والقراءة منذ أن بدأت الجماعة في قراءة هذا المحور . المداخلات @ وأولى المداخلات كانت للأستاذة إيمان الصبحي في القاعة النسائية حيث قالت : ان الكاتبة لم توفق في اختيار العنوان وتساءلت : هل هذه (اللعنة) موجهة للرجل؟ @ وفي مداخلة الدكتور عالي القرشي تناول المكان المحاط بالضبابية إلى حد ما وربط ذلك بالمكان المفتوح والمكان المغلق . @ أما الصحفي كامل صالح فقد تحدث عن مسأله التدويره في الرواية وتطرق إلى أن صورة (الأمريكي) جاءت واضحة في الرواية، والمكان لم يمكن أن يتوصل إليه المتلقي إلا من خلال البيئة، وذكر الناقد عايض القرني أن الكاتبة حاولت أن تجذب المتلقي إلى فضاء الرواية واللغة موفقة إلى حد ما ، كما أنها استطاعت أن توظف (فصل الشتاء) في الرواية بشكل إيجابي . وتحدثت الدكتورة أميرة كشغري عن واقعية الرواية وأنها تحتوي على الكثير من التناقضات التي تمثل المصدر الثري للأعمال الروائية, وقال عبد الرحمن عون : ان الرواية تأثرت بالدراما والمسلسلات المكسيكية المترجمة فاسم (ميرامار) تعني بالإسباني (طرف البنات) وكذلك اسم (انجيلا) . وتناول القاص صبري رسول قضية الاغتراب للشخصية الرئيسة (شامل) وانعكاسها على الخطاب الروائي . وتطرق محمود عبيد الله إلى صورة (العربي) في الرواية العربية وقال : انها تتمثل في وحشيته كما عند (الطيب صالح في موسم الهجرة إلى الشمال) بينما سلوى دمنهوري في روايتها اللعنة صورت (العربي) أنه انسان رقيق المشاعر وحساس وذكرت الدكتورة لمياء باعشن أن هذه الحكاية تعتمد على الهوية المغلوطة مستشهدة بعقدة أوديب . أما الروائي أحمد الشدوي فقد قال: اننا تجاوزنا ما بعد الحداثة في كتابة الرواية إلى حد افتراض كتابة الرواية السينمائية مشيراً إلى تقليدية (اللعنة) وفي مداخلته أبدى حسين المكتبي إعجابه بالرواية وخطابها موضحا أن ضبابية المكان هي محاولة ربط المكان باللعنة وتعدد اللعنات في الرواية. أما الناقد علي الشدوي فقد أثار الحاضرين عندما تحدث عن (اللعنة) قائلا : وأنه لا ينبغي أن ينظر إليها من خلال المنظور الشرعي وإنما كونها مفهوما ولغزاً غامضاً يطارد ويتجلى في الرواية. وأضاف أيضا ان الكاتبة كادت تكتب الرواية محاولة تأجيل نهاية السرد وهذا بطء وعيب فني وأن السرد لا يسير نفسه وإنما الذي يسيّره الكاتب .