تغوص الأكاديمية نورة محمد المرّي في كتابها «البنية السردية في الرواية السعودية» (الدار العربية للعلوم- ناشرون) في تفاصيل النقد الروائي انطلاقاً من الروايات السعودية، باعتبار أنّ الرواية باتت تتبؤأ مكانة بارزة بين الأجناس الأدبية الحديثة من حيث الكثرة والازدهار. أمّا النقد، فمازال قليلاً بالمقارنة مع الانتشار الذي تُحققه الرواية، فالرواية تظلّ في حاجة ماسة إلى النقد. في مقدّمتها، تكتب المرّي أنّ السرد هو أداة من أدوات التعبير الإنساني، والرواية من أهمّ الفنون السردية وأكثرها استقراراً. أمّا القصة القصيرة، فتأتي في شكلها السردي تابعة لفنّ الرواية. وللبنية السردية مظهران: أحدهما دلالي والآخر تركيبي، وترتب من المزج بين هذين المظهرين أنّ السرد أضحى بناء ذا مراقٍ ودرجات، بالإضافة إلى أنّ مادته المكونة له تُمثّل جزءاً من المجتمع المعيش، فأصبحت البنية السردية تحوي ناساً ومجتمعاً وفكراً ولغة، ما أغرى به أصحاب المذاهب والأيديولوجيات. ومن الروائيين الذين تمّ تناولهم: إبراهيم الناصر، أحمد أبو دهمان، تركي الحمد، رجاء عالم، عبد العزيز مشري، عبدالله ثابت، عبده خال، غازي القصيبي، ليلى الجهني، نورة الغامدي، يوسف المحيميد، محمد عبده يماني، سلوى دمنهوري، أميمة الخميس... يأتي كتاب نورة محمد المرّي (348 صفحة) ليواكب الأعمال الروائية السعودية الغزيرة، استناداً إلى النقد كعلم ومنهج.