لو أن الإنسان بتوفيق العزيز الحكيم نظر بموضوعية ومصداقية، وتساءل: لم عينه لا تفارق كرسي المدير المسؤول ولم عقله دائم الانشغال بالحصول على هذا المنصب، حتى وان كان حديث عهد بالعمل ؟ ولو أنه تعمق في الحالة التي يعيشها هذا المسؤول جيداً ودقق في ابتسامته التي من المفترض الا تفارقه أمام الموظفين والعملاء وهمس بما تتوق إليه نفسه من مناظر جميلة في مكتبه وأزال من تفكيره ما يمنح هذا المدير من امتيازات مكتب في غاية الفخامة وسيارة خاصة مجهزة بهاتف لاسلكي وجوال قد يكون فضائيا، وقرارات وأوامر يصدرها بين وقت وآخر ويرى الجميع يلتزم بها وينفذها بحذافيرها سواء تماشت مع وجهة نظره أو أنه له عكس ما أمر به مديره في كل هذه الأمور، لتأكد ذلك الشخص أن هؤلاء المديرين يعانون ضغوطا نفسية يجهلها الغالبية العظمى من المتسرعين في إصدار الأحكام . لكل ما سبق ذكره والكثير لا مجال لسرده قد لا تعني شيئا بالنسبة لما يلاقيه هذا المدير كل يوم بل كل ساعة، ولن نبالغ إن قلنا طيلة اليوم طبعا في أيام متفرقة يتخللها شيء من الهدوء من ضغوط نفسية أشد في معاناتها وألمها من الأمراض العضوية. وحتى في أيام العمل العادية التي تمر من غير مشاكل أو تعقيدات تتطلب تدخله إما لمشورة أو اتخاذ قرار أو إصدار أمر أو محاكاة القيادة العليا لمسألة ينكب على تخليص بعض معاملاتها وقراءة بعض التقارير والبيانات، ويقوم بدراسة بعض الاقتراحات الواردة من الموظفين أو من الأقسام المساندة أو حتى من المواطنين إن كان عمله يتصل مباشرة بالجمهور وإنجاز مصالحهم الخاصة أو العامة، فالركود يعني أعمالا مكتبية إدارة أو حضور اجتماعات أو محاضرات أو الاجتماع برؤساء الأقسام ومناقشتهم عن الأحوال وكيفية سير العمل والتأكد من خلو العمل من أي عراقيل قد تؤدي إلى وقف أو تعطيل إنتاجية المؤسسة أو المنشأة أو حتى ما قد يؤدي إلى هبوط جزئي في مستوى الإنتاج والإيفاء بمستلزمات ووعود تم الاتفاق عليها مسبقا مع المستهلكين أو العملاء وكذلك إزالة أي احتمال قد يتسبب في مثل ذلك سواء على المدى القصير أو المدى البعيد . إبراهيم بن صالح الشدي