منال الحياة ابتسامة صادقة من أعماق القلب ترسمها على وجهك لمن تعرف ومن لا تعرف وصفها الكثير بأنها مفتاح القلوب، كنز لا يعرفه الكثير تمنحك القبول لدى الآخرين، غذاء للنفوس، تحافظ على رونق الشباب، تساعد على الإبداع والتفكير بإيجابية، لغة مفهومة لجميع أنواع البشر، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ويقول (ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) ويقول (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) هذا دليل شرعي يرغب ويحث على التبسم. اكتشف الأطباء علاقة واضحة بتأثير الابتسامة على شفاء المريض وأصبحت ابتسامة الطبيب نوعا من العلاج لما تضفيه من أمل وتفاؤل، بالإضافة إلى أن الابتسامة علاج لكثيرٍ من حالات التوتر والاكتئاب وتخفيف لضغوط الحياة اليومية. كما أثبتت البحوث والدراسات أن توصيل المعلومة للآخرين مقترنة بابتسامة تكون أسهل وأبلغ، لتأثيرها على العقل الباطني معززةً الثقة مدخلةً السرور والاستقرار النفسي. بناء على نتائج الدراسات والبحوث تسابقت كبرى شركات العالم لتدريس الابتسامة لموظفيها، وبعد التأكد من فوائدها العظيمة على الجوانب النفسية والصحية للموظفين نتج عن ذلك تقليل مراجعات العيادات ومن ثم توفير المال للشركات، وفي عالم الأعمال يقال (الابتسامة مفتاح التجارة). ولاشك أن لدينا بعض الشركات التي تعمل على تدريب موظفيها لتحسين التعامل مع عملائها، ولكن هذا لا يكفي لابد من القيام بدور أكبر وعلى نطاق أوسع ليشمل جميع الشركات لتعم الفائدة ويشعر المجتمع بأثرها ولتساهم ولو بجزء يسير للقيام بمسؤوليتها الاجتماعية. هناك العديد من الشركات التي لديها برامج خاصة للتحفيز على الابتسامة خاصة وإن كسب الناس بالابتسامة قيمة مضافة لكسب العملاء. من النماذج الرائعة في هذا السياق ما قامت به شركة (ستاربكس) لتدريب أكثر من 160.000 موظف يعمل في الشركة على تقديم الخدمات للزبائن مرسومة بابتسامة، وقد كلف الشركة ملايين الدولارات ولكن لدى الشركة قناعة بأن المبالغ التي تصرف على تدريب الموظفين على هذا النوع من فنون كسب الناس، سوف يكون له مردود مضاعف عدة مرات، وهناك العديد من النماذج والتجارب المماثلة التي تستحق التأمل والاستفادة والتطبيق سواء على مستوى الشركات أو الأفراد. وعلى النقيض من ذلك لدى البعض في مجتمعنا عادات تتنافى مع الدين والأخلاق تساهم في العبوس، ومنها قول البعض: «لازم يكون لك هيبة» أو «لا تكون خفيف» وغيرها من العادات التي للأسف تحد من التطبيق الشرعي للابتسامة. نشعر حينا بالإجهاد والأرق، وأحيانا أخرى نعاني من الخلافات ونبحث عن الأدوية التي تعالج ذلك، ولكن هناك دواء متوفر ورخيص جدا ولا يحتاج لمجهود، ألا وهو الابتسامة فهل نعالج أنفسنا بابتسامة صادقة؟ نحن من يحدد ذلك. كلنا نعلم ونؤمن ولدينا قناعة تامة بأن الابتسامة خلق ودين يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، والابتسامة تفاؤل وحب للحياة ونظرة إيجابية للمواقف اليومية، ولكن قليل منا من يعمل بها! الابتسامة وتطبيق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتأصيل المنهج النبوي الشريف أمر نحن بأمس الحاجة إليه، ليكون منهجا يرسم حياتنا، ونتيجة لذلك سوف نجني ثمار تعامل مميز من قبل الجميع والحد من الكثير من الأمراض النفسية والعصبية والتي أرهقت ميزانية الدولة والشركات وتنشئة أجيال متفائلة تحب الخير بالإضافة إلى المساهمة في تغيير الكثير من الأفكار والقناعات المغلوطة لدى البعض يتحقق أمران أساسيان وهما الدين وحسن الخلق. يوم جميل .. لا تحرم غيرك ابتسامتك.