شرع الجنود اليابانيون امس الثلاثاء في بدء مهمتهم التاريخية في العراق وزاروا الموقع المقترح لمعسكرهم واخذوا يردون في أدب ياباني معروف تحية مواطنين عراقيين رحبوا بوصولهم. جالت اربع عربات عسكرية يابانية وقد رسم بوضوح على جانبها علم اليابان في شوارع السماوة المتربة في ساعة مبكرة من صباح امس في طريقها الى ارض قاحلة من الاراضي يعتزم اليابانيون ان يقيموا عليها قاعدتهم ويبدأوا العمل. ووصلت يوم الاثنين مجموعة متقدمة من القوات اليابانية تضم 35 فردا الى جنوبالعراق وسط تغطية اعلامية كبيرة مع حرص وسائل الاعلام اليابانية البالغ على توفير تغطية شاملة لاول نشر للقوات اليابانية في منطقة قتال منذ الحرب العالمية الثانية. ومن المتوقع ان تقضي المجموعة المتقدمة بضعة اسابيع في دراسة اوضاع الامن في السماوة وتقييم الاحتياجات الانسانية للسكان قبل ان تطلب تعزيزات من قوات وصلت بالفعل الى الكويت. وبحلول مارس من المتوقع استكمال نشر نحو 1000 فرد في العراق من قوة الدفاع الذاتي وهو الاسم الرسمي لجيش اليابان للقيام بمهام انسانية واعمار منها العمل في مشروع لتنقية المياه دون المشاركة في اي دور قتالي. وفجر قرار ارسال القوات جدلا وانقساما في الرأي العام الياباني الذي يعارض غالبيته حرب العراق كما يحظر الدستور الياباني اشتراك القوات في اي معارك. وتشارك القوات اليابانية في مهام سلام في كمبوديا ورواندا ومناطق اخرى مضطربة منذ عام 1992 بعد تخفيف القوانين التي تحكم نشر القوات اليابانية في الخارج. لكن المهمة العراقية هي خطوة كبرى غير مسبوقة اضافة الى هذه الانشطة وكانت مفاجئة لرجل الشارع الياباني وهو يرى جنود بلاده يحملون السلاح ويشاركون في مهام في دولة يعتبرها كثيرون في حالة حرب. لاحق المجموعة اليابانية المتقدمة فريق كبير من وسائل الاعلام اليابانية وسارت الى جوارها في احيان عربات اطقم التلفزيون التي تحاول تسجيل الحدث لحظة بلحظة. كان سكان السماوة الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر جنوبي العاصمة العراقيةبغداد متحمسين ايضا ووقف عدد كبير من الرجال والاطفال يلوحون ويرفعون ايديهم بعلامة النصر في وجه الجنود اليابانيين ويصيحون بالانجليزية وقت مرور القافلة اليابانيون طيبون جدا. وتعاني السماوة الواقعة على ضفة نهر الفرات من نقص واضح في فرص العمل ويعتقد كثيرون من السكان ان وصول اليابانيين سيفتح امامهم فرص العمل ويكون بداية عصر ذهبي وطفرة تكنولوجية في فترة ما بعد الحرب. لكن اللفتنانت كولونيل ماساهيسا ساتو قائد المجموعة المتقدمة خفف من هذه التوقعات الزائدة اليوم وقال للصحفيين ان قوته لا تملك سوى تقديم المساعدة الانسانية لسكان السماوة. وقال وهو يتفقد منطقة موحلة على ضفة رافد لنهر الفرات ستتحول الى قاعدة للقوات اليابانية ويقام بها مشروع لتنقية المياه نحن هنا فقط لنساعد قدر ما نستطيع. نحن سعداء بوجودنا. مر رجل مسن بقاربه بالقرب من الجنود اليابانيين وحملق في زيهم العسكري الانيق واربكه قدر الاهتمام المحيط بهم وصاح لمواطنيه مستفسرا بقدر من الغيظ من يكونون بحق السماء.