امراض الكلى لدى الاطفال ليست غير شائعة ولكنها قد تبدو غير معروفة لدى الكثير من الاخوات والاخوة القراء، فكثيرا ما نسمع هذا الاسئلة: هل يعاني الاطفال من امراض الكلى؟ هل يعانون من الفشل الكلوي؟ هل يعانون من مشاكل حصوات الكلى؟ وهكذا ومتى جاءت الاجابة بنعم يبدو على محياهم الاستغراب وتعلو وجوههم الدهشة وعندها يسألون عن الاسباب. ومن امراض الكلى المشهورة لدى الاطفال هذا المرض ويسمى المتلازمة النفروزية. زلال البول النفروز فماذا يقصد به؟ المتلازمة النفروزية تعرف بوجود ما يسمى الاستسقاء الكلوي وهو تورم بالجسم يبدأ عادة بتورم تحت العينين وخاصة لدى نهوض الطفل من النوم في الصباح ويختفي هذا التورم مع نهاية اليوم، الا انه وفي الحالات الشديدة يستمر الجسم في التورم وتبدأ في المناطق التي تساعدها الجاذبية عليها مثل القدمين وبجوار الفقرات العصعصية في الظهر ومن ثم تبدأ الانتشار في جميع اجزاء الجسم كالصفاق البريتوني فيظهر الطفل منتفخ البطن ويمتد الى الصدر فيعاني من صعوبة في التنفس وهكذا. ما السبب في التورم؟ سبب التورم ناتج عن فقدان الزلال (البروتين) في البول بكميات غير طبيعية نتيجة لالتهاب الكليتين بنوع خاص من الالتهاب غير معلومة السبب في اكثر الاحيان وبما يوازي 90% وهناك نسبة ضئيلة تنتج امراضا اخرى كنتيجة ثانوية لتلك الامراض مثل الذئبة الحمراء وغيرها. اما الاعراض والعلامات المصاحبة لهذا المرض فهي: تورم تحت العينين تورم القدمين انتفاخ البطن قلة البول زيادة الوزن تغير لون البول الى لون احمر في بعض الاحيان ارتفاع ضغط الدم احيانا زيادة نسبة الدهنيات مثل الكوليسترول في الدم احتمالية التجلط في الأوعية الدموية تعرض المريض للالتهابات البكتيرية بسهولة آلام البطن والتهاب الصفاق. كيف يتم تشخيصه؟ يشخص بفحص البول مبدئيا لوجود البروتين فيه ثم عادة ما يتم تجميع البول لمدة 24 ساعة لحساب مقدار البروتين فيه الا انه يمكن الاستعاضة عن ذلك باخذ عينه عشوائية من البول وتحليلها بطريقة معينة وتفي بالغرض في الوقت الحاضر. كما يتم تحليل الدم لمعرفة مقدار البروتين والدهون وبعض الاملاح ومعرفة اداء ووظيفة الكلى. وعادة ما تؤخذ صورة تليفزيونية (سونوغرام) للكليتين. اخذ عينة من الكلى بواسطة الخزع بالابرة عندما تكون هناك علامات مرض ثانوية او يكون عمر الطفل اكبر من عشر سنوات. كيفية العلاج: اهم ما ينبغي للاهل معرفته عن العلاج هو نوعه وكيفيته ومدة العلاج، ولهذا فيجب ان نعرف ان علاج هذا المرض متوفر لكثير من الحالات بما يوازي 85% الا ان حالة المريض معرضة للانتكاسة بهذا المرض لمرة على الاقل او لعدة مرات في حالات اخرى. وافضل من يستجيب للعلاج هم الاطفال الذين تبلغ اعمارهم بين اكثر من سنة واحدة واقل من ثماني سنوات. كما يجب ان نعرف ان هذا المرض يحتاج لمتابعة دقيقة من قبل الوالدين قبل الطبيب. وعادة ما نبدأ العلاج بالآتي: 1 الكورتيزون ولمدة 6 اسابيع يوميا وتؤخذ صباحا بعد الفطور ثم تليها 6 اسابيع اخرى يأخذ فيها الطفل الكورتيزون يوما بعد يوم. 2 تقليل نسبة الملح في الطعام عند بداية تناول الكورتيزون يوميا ويمكن للطفل الرجوع الى طعامه العادي عند تناول الكورتيزون يوما بعد يوم. 3 الاقلال من نسبة الدهون في الطعام. 4 تؤخذ بعض الادوية عند الحاجة مثل خافض ضغط الدم او مدرات البول متى ما اقتضت الضرورة. هل يسبب هذا المرض الفشل الكلوي؟ عادة ما يكون هذا المرض من النوع الحميد ويتم علاجه ويختفي الا انه وفي بعض الحالات النادرة قد يسبب الفشل الكلوي الذي يؤدي الى الغسيل الكلوي وزراعة الكلى بنهاية المطاف ولكن كما ذكرنا بنسبة قليلة؟ ما دور الوالدين في العلاج؟ على الوالدين مهمة مراقبة الطفل وعمل دفتر خاص لكتابة الملاحظات اليومية عن كل ما يحدث للطفل من مضاعفات لا سمح الله ومنها: عودة التورم قلة او تغيير في لون البول. آلام البطن او الاستفراغ والاسهال. ارتفاع درجة الحرارة الصداع غير الطبيعي كما يدون نتيجة تحليل البول يوميا او حسب ارشادات الطبيب في الدفتر المخصص لذلك مع قياس ضغط الدم بين وقت وآخر خلال الاسبوع. ابلاغ الطبيب عن موعد اخذ التطعيمات سواء كان للمريض او من يعيشون معه لعدم توافقها مع المرض وخاصة تطعيم شلل الاطفال المأخوذ عن طريق الفم. التواصل مع الطبيب تليفونيا وابلاغه بكل ما يمكن ان يلاحظه على الطفل اولا باول. مع تمنياتي لكم بموفور الصحة والعافية.. د. صادق بن عبدالله العمران استشاري طب الاطفال وامراض الكلى مستشفى الولادة والاطفال الاحساء