هناك الكثير من الادوية التي تستعمل عادة للاستطباب اما يوميا لبعض الامراض البسيطة او لعلاج الامراض المزمنة او لعلاج بعض الحالات الطارئة ويتعاطاها الانسان مؤملا في الشفاء من عند الله سبحانه وتعالى. لكنه قد لا يلتفت الطبيب والمريض ان هذه الادوية قد تنقلب الى سموم وينسى قول وداوها بالتي كانت هي الداء ومن اهم الاعضاء التي تتأثر بهذه الادوية الكليتان. فماذا يحدث للكلية من امراض عند تناول بعض هذه الادوية؟ وما هي تلك الادوية التي تسبب تهتك الكلية؟ وما هي الامراض المشابهة التي لها نفس التأثير على الكلية؟ وسنبدأ بهذا المرض وسيتبعه امراض اخرى. التهاب الكلية الخلالي lnterstitial Nephritis عند معاينة الكلية حينما تصاب بامراض فانها تتأذى بعدة طرق وهي اما الارتشاح الالتهابي او التليف عن طريق التأثير على الانابيب او ما يحيط بالكبب الكلوية او الكبب نفسها. وما يحدث لما بين الكبب هو ما يسمى بالتهاب الكلية الخلالي. كيفية حدوثه؟ عندما لا يكون لكمية الدواء علاقة بحدوث هذا التناذر فان السبب الرئيس لهذا الامر هو التحسس او ما يسمى بالعامل المناعي المتولد نتيجة لتعاطي هذا العقار والتي بسببها تتولد اجسام مضادة تهاجم خلايا قاعدة الكلية وتهتكها. بعض انواع الادوية التي تسبب هذا المرض 1- مشتقات البنسلين. 2- السيفالوسبورينات. 3- السلفوناميد. 4- كوتريموكسازول. 5- ريفامبين. 6- فينيتوئين. 7- الثيازيدات. 8- الفوريسمايد. 9- الوبيرينول. 10- امفوتريسين (B). 11- الادوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية وهناك بعض الامراض التي لها نفس تأثير هذه الادوية وقد يشتبه فيها الطبيب في انها المسبب لهذا الالتهاب او الادوية التي توصف لمعالجة هذه الامراض مثل الاخماجات ومنها الحمى المالطية والتهاب الحويضة والكلية والتوكسوبلازما والديفتريا وبعض الامراض الاخرى مثل الساركوئيد والتهاب الكبب والكلية. @ ما هي العلامات السريرية لهذا المرض؟ يحدث هذا الالتهاب عادة للمرضى المنومين بالمستشفى الذين يتعاطون بعض العقارات التي سنأتي على ذكرها لمدة اسبوع او اكثر مع الاستعداد البدني لحدوث ذلك عند المريض. ويحدث ان المريض تظهر عليه الحمى من جديد مع طفح جلدي بقعي. وقد تقل كمية البول احيانا عند المريض, وعندها تبدأ علامات قصور الكلية الحاد من التعب والارهاق والغثيان والصداع لارتفاع ضغط الدم. التشخيص عند حدوث تلك العلامات يقوم الطبيب ببعض التحاليل مثل تحليل البول ويتضح فيه زيادة الحمضات فيه مع وجود خلايا كريات الدم البيضاء (ايزونوفيلية النوع eosinophils). كما ان تحليل الدم يظهر قصورا كلويا بشكل ارتفاع في نسبة اليوريا والبولينا. اما التشخيص التثبتي فهو عن طريق اخذ عينة عن طريق الوخز بالابرة وفحصها نسيجيا من خلال المايكروسكوب والصبغات اللازمة. الوقاية والعلاج يجب اولا ايقاف الدواء المسبب لهذا المرض واستبداله بدواء آخر له نفس المفعول وليس له نفس الخواص المسببة للالتهاب الكلية. معالجة القصور الكلوي الحاد. @ هل يشفي المريض تماما؟ نعم في اغلب الحالات يتماثل المريض للشفاء وترجع الكلية لعملها الطبيعي الا ان هناك بعض الحالات التي قد تنقلب فيها الى حالة مزمنة وتنتهي بفشل كلوي مزمن لكنها نادرة جدا الا اذا صاحب ذلك بعض الامراض التي قد تساعد على تفاقم الحالة مثل: 1- التهاب الحويضة والكلية. 2- ارتجاع البول للحالبين او ما يسمى الجذر الحالبي المثاني. 3- القلس الكلوي. 4- نقص البوتاسيوم طويل الامد مثل حالات بارتر. 5- اعتلال الكلية بالاوكزالات. 6- المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق. 7- الاشعاع. 8- اعتلال الكلية الانسدادي. 9- الدواء اللبي الكيسي. اعتلالات الكلية السمية Toxic Nephropathies بوجود انواع الاشعة المختلفة تطور الكثير في مجالات الطب من الناحية التشخيصية والعلاجية ولكن لا يخلو امر من مضاعفات متوقعة او غير متوقعة ولو كانت بنسبة ضئيلة جدا ومنها مشاكل الصبغات المستخدمة من خلال الاشعة الملونة ومالها من تأثير مباشر او غير مباشر على الكليتين. فالمواد اليودية الظللية والمواد الكيميائية تؤذي الكليتين بطريقتين الاولى: ضرر مباشر من خلال 1- تخفيف الجريان الدموي الكلوي. 2- النخر الانبوبي الحاد. 3- الانسداد داخل الانبوبي. الثانية: ضرر غير مباشر من خلال 1- تحسس وتهيج في الاوعية الدموية. 2- تحسس وتهيج في الخلال ما بين الانابيب والكبيبة. لكن من فضل الله سبحانه وتعالى عادة ما تكون الاذية الكلوية عكوسة وترجع جميع الوظائف الى حالتها الاولى لكن. هل يجب تجنب هذه المواد ام ان هناك وسائل للتخفيف من مخاطرها او الغائها؟ يجب اتخاذ اجراءات وقائية لانقاص السمية الكلوية في الحالات التالية: 1- عدم استخدامها مع المرضى المصابين بالقصور الكلوي ما لم تكن للضرورة القصوى ويمكن تخفيفها او استخدام صبغات خاصة. 2- استخدام الجرعة المناسبة مع التأكد من مستواها بالدم ان امكن ذلك. 3- الاستعاضة عن المواد السامة بمواد غير سامة اذا توفرت. تجنب استخدام اكثر من نوع في الوقت نفسه. المتلازمة النزفوزية Nephrotic Syndrome تتميز هذه المتلازمة بوجود البروتين او الزلال بالبول مع نقصه بالدم ومع وذمة مصاحبه وهي عبارة عن انتفاخات بالجسم سببها تجمع بعض السوائل واحيانا تصاحب هذه المتلازمة فرط شحوم الدم من الكوليسترول والترايجليسريد. ولهذه المتلازمة عدة اسباب وتم طرح بعض اسبابها في موضوع سابق. "طفلك وامراض الكلى" زلال البول لكن هناك بعض الادوية المسببة لهذه المتلازمة النفروزية نتيجة لعلاج كثير من الامراض واهمها الامراض السرطانية عند استخدام ادوية مثل: البنسلامين وهو غير البنسلين. الذهب مركبات الزئبق وهناك ادوية اخرى مثل البرونسيد الايثوسوكسيميد وقد تسبب التهاب الكبد والكلية مثل بروكائين اميد كلوروبروميد فينتوئين وعليه فمن الواجب على الطبيب المعالج للامراض المزمنة ان يتابع مضاعفات بعض هذه الادوية التي تستخدم في علاجات القلب والصرع وغيرهما. الحماض الانبوبي الكلوي Renal Tubular Acibosis تعتبر هذه الحالة سريرية من الحماض مفرط الكلور الدموي ويعني زيادة نسبة الكلور بالدم مع تحمض الدم وهو عدة انواع وينشأ بسبب عيوب خلقية ومورثات وبعض الحالات الاخرى تسبب خللا بالانابيب الكلوية في مختلف اجزائها ويؤدي الى عدة انواع من الحماض. والادوية لها دور كبير في حدوث بعض هذا الخلل ومنها: المعادن الثقيلة مثل مركبات الزئبق التتراسيكلين منتهي الفعالية امفتروسين (ب) المعالج للامراض الفطرية الليثيوم المستخدم في بعض امراض الاكتئاب التكلسات النسيجية الكلوية وحصيات الكلية Nephrocalcinosis&NEPHROLIHIASIS وهناك موضوع خاص بالحصيات يمكنك الرجوع اليه حصوات الكلى استعمال بعض ادوية الامراض المزمنة مثل القلب والروماتيزم تؤدي الى ترسبات الكثير من الاملاح بالكلية وتكلسها مما يسبب التكلسات النسيجية او الحصوات الكلوية ومن هذه الادوية بعض مدرات البول مثل لفورساميد او اللازيكس الوبيرنول ويستخدم لداء النقرس فرط استخدام فيتامين (د). وفي الختام هناك الكثير من الادوية التي تسبب زلالا في البول او بولا دمويا وخلافه لايسع المجال ذكرها هنا الا انه من المفيد ان يتساءل الطبيب مع نفسه ومع المريض عن وجود اي دواء قد يكون مسببا للمرض المراد علاجه. كما انه يجب على المريض عدم تناول الادوية الا تحت اشراف طبي مباشر. د. صادق بن عبدالله العمران استشاري طب الاطفال وامراض الكلى