قال : أنا اكره غرفة النوم. قلت : لماذا؟ فمن المعروف ان اسعد لحظات الزوجين تكون في غرفة النوم. قال : ربما يكون ذلك حقيقة بالنسبة لك.. ولكن في حياتي الامر يختلف. قلت : كيف ذلك؟! قال : لو كانت زوجتي زوجتك يوما واحدا لكرهت حياتك. قلت : لا تقل هذا ، فمهما يكن في الانسان من امور سيئة، فان فيه خيرا كثيرا. قال : لكنني اتحدث معك عن غرفة نومي.. ان زوجتي من النوع الاجتماعي وتحب تكوين العلاقات وتنميتها. قلت مقاطعا : هذا شيء جميل لكن ما علاقته بغرفة نومك؟ قال : زوجتي من النوع الصامت والحساس، فكل التصرفات التي لا تعجبها من صاحباتها اثناء النهار تقابلها بصمت وانطواء ، ثم اذا وضعت رأسها على الوسادة بدأت تتحدث مع نفسها وتقول لم اقل لسعاد كذا؟! ولماذا تركت حصة تقول هكذا؟! لا تصارحهن مواجهة وهن حاضرات، وتحاسبهن غيابيا في غرفة نومي، والمشكلة اني ان تصرفت، انا ، معها في النهار بشيء لا يعجبها صارحتني وواجهتني بشدة.. مقابلة وجهارا ولكن اين؟.. في غرفة النوم.. فتنقلب غرفة نومي الى ساحة تحقيقات واتهامات. قلت : الآن فهمت ما تقصد. قال : يا ويلي يا صديقي من ليلة تصرفت في نهارها بشيء لم يعجب زوجتي، فاما ان انام وهي تبكي، واما ان اغامر وافتح الموضوع معها وتبدأ المحاكمة والاتهامات، وأخيرا أخرج انا وانام بالصالة. قلت : ولماذ لا تصارحها بما في نفسك؟ قال : قلت لها مرارا لا تخفي ما في نفسك وقت الحادثة، فكل ما في نفسك اخرجيه فورا، وتعاملي مع الناس بتلقائية، واحسني النصح والتوجيه، ولكن لا فائدة. قلت : وهل قلت لها انك بدأت تكره غرفة النوم لهذا السبب؟! قال : آه !! لا ، لم اصارحها بذلك. قلت : ولم؟! قال : لم افكر في هذا الموضوع.. ثم عاد وقال : لكنني اعتقد انها تفهم ذلك فهي تراني جدا متضايقا. قلت : قد تفهم من مضايقتك، انك متضايق من تصرفها وليس من غرفة النوم. قالت : وما الفرق؟ قلت : يا صديقي العزيز.. لا بأس ان يختصم الزوجان وان يتراضيا فهذا يحدث في كل بيت وفي كل اسرة، ولكن المشكلة عندما يرتبط الخصام بمكان معين، ويكون هذا المكان مهما جدا للطرفين ، فان الانسان اذا ربط مكان راحته بلحظات شقائه فأين يجد الراحة؟! قال : لم افهم؟! قلت : اذا ربطت غرفة النوم بأنها غرفة الاتهامات والتحقيق فأين سترتاح وتنام؟! قال : بالصالة. قلت : وان جعلت مكان الصالة مكانا كذلك غير مريح..؟ قال : اهجر البيت وابحث عن بيت آخر ارتاح فيه. قلت : هذا ما لا نريده لك، ان تهدم بيتك، وبيدك استقراره. قال : وكيف ذلك؟! قلت : تصارح زوجتك بأنك بدأت تكره غرفة النوم بسبب التحقيقات التي تتكرر منها فيها، وتبين لها اثر ذلك في مستقبل الأسرة ومستقبل نفسيتك. ثم راقب الاوضاع.. هل ستتغير زوجتك؟ وهل ستجعل من غرفة نومك مكانا للراحة؟ قال : والله لم أجرب ذلك، وما تقوله جميل، وحل معقول. قلت : وما يمنعك من ان تجرب ذلك الليلة؟! فتبسم وقال : نتوكل على الله هذه الليلة وسأخبرك في الغد. قلت : موفق ان شاء الله، ولكن انتبه.. ان المشاكل الزوجية لا تعالج بين يوم وليلة، فاستعن عليها بالصبر والذكاء. قال : ان شاء الله. شخص ثالث معنا وجود شخص ثالث في غرفة النوم خطأ كبير، ولعل القارئ الآن يسأل عن الشخص الثالث من هو؟ ومن من الزوجين يسمح بادخال شخص ثالث بينهما؟.. انا احرص على محاربة هذا في غرفة النوم، واعني به التلفاز فانه الثالث الذي قد يأنس به احد الزوجين ، فيكون بديلا عن طرف منهما، ان وجود التلفاز في غرفة النوم يقطع الحوار الزوجي ويقلل من الاحاديث الهامسة الجميلة بينهما وقد يرتبط احدهما به اكثر من الآخر ويزيد من ارتباط احد الزوجين به عن الآخر، يديرها طرف ثالث ، ان المرأة تأنس لحديث زوجها وخصوصا اذا شعرت بالخصوصية وما يقوله كلام جديد، ولم يذكر لاحد قبلها، ولهذا تشتكي بعض الزوجات من ان جميل كلام الزوج لا تعلم به الا اذا كلم اصحابه بالهاتف أمامها او كلم أهله، وهذا شعور سيء يزيد الحياة الزوجية بعدا وجفوة ، كما ان الرجل يحب ان يسمع من زوجته الاحاديث والقصص واحداث اليوم، فهل نقطع هذا كله بوجود تلفاز بينهما في غرفة النوم؟