كل زوج في غرفة.. تفاوتت الأقوال حول هذا الوضع.. البعض يرى أنه وضع يرمم الحياة الزوجية المتهالكة، والبعض يرى أن الحياة العملية تفرض مثل هذا الوضع، ولا ضرر طالما أن الأزواج تحت سقف واحد والحياة تسير. في هذا الموضوع سيتحدث المعنيون الذين مروا بالتجربة نفسها، كيف يرونها وبماذا يعللون الفصل؟ العودة من العمل تقول نورة الدوسري تعمل في تفتيش المطار (عملي يفرض عليّ السهر في بعض الليالي وعند انتهائي من العمل وأعود للمنزل يكون زوجي نائماً، وأنا متعبه جداً لا استطيع أن انتظر حتى يصحو من النوم لأدخل الغرفة لأنام، فقد ثارت بيننا مشاكل كثيرة عندما كنت أحاول أن أدخل الغرفة وهو نائم لذا أعددت غرفة بسيطة أنام فيها عند عودتي من العمل تفادياً لوقوع مشاكل، وبعد فترة وجدت نفسي استخدم الغرفة عند وقوع أدني مشكلة بيني وبين زوجي، ومع مرور الوقت شعرت أن زوجي لا يبالي عندما أنام في الغرفة الأخرى، بل أحياناً أصبح يقدم اقتراحه بأن أذهب إليها عندما يقع بيننا خلاف، وأحياناً يقولها من باب المزاح ولكني أشعر بجديته رغم لبسها لثوب المرح!، مما جعلني أقلب الآية فعندما يقع بيننا خلاف أضع لحافه ومخداته في الغرفة!.. إزعاج الأطفال ويذكر سلطان الرشيد وهو أب لسبعة أبناء أنه عند ولادة أبنائه يصعب النوم في الغرفة، ويقول: بكاء الأطفال المتواصل يقلقني طوال الليل، لذا أصبحت أنام في غرفة نستخدمها للضيوف، وبعد فترة ألفت الوضع، ثم حسَّنت الغرفة حسب حاجتي وأصبحت ألجأ إليها في حالة ولادة زوجتي أو عندما أريد أن أنفرد بنفسي، وصرت أنام فيها بين فترة وأخرى حتى أصبح وجودها وبقائي فيها أمراً عادياً. الملل تسلل الى حياتنا ويشير سعد الحوطي "معلم" وقد مضى على زواجه أكثر من 22 سنة أنه لا توجد خلافات بينه وبين زوجته، ولكن مع مرور الزمن وتسلل الملل للحياة الزوجية قرر أثناء بنائه لمنزله أن يخصص غرفتي نوم واحدة له وأخرى لزوجته وقال: سألني أحد أبنائي ويبلغ من العمر 20 عاماً عن سبب وجود غرفتين وكان سؤالا محرجا بالنسبة لي، ولكني أوضحت له أن الملل عامل قاتل في كل شيء بما فيها الحياة الزوجية، ووضع غرفتين وسيلة لمحاربة هذا الملل ولكنه ليس دليلاً على سوء العلاقة، فعلاقتنا ممتازة، وبسبب هذا السؤال أصبحت أتعمد أن تكون علاقتي مع زوجتي أمام أولادنا مليئة بالود والمحبة والمرح، وقبل وجود الغرفتين كانت تظهر مشاكلنا أمام الأولاد وبعدها صرت حريصاً على إخفائها.. مكتبي غرفة نومي وتقول أستاذة جامعية أن طبيعة الحياة العملية فرضت على البعض أوضاعاً قد يستنكرها البعض الآخر، منها وجود غرفتين للزوجين، وقد تكون الغرفة الثانية ليست غرفة نوم متكاملة، ففي العادة تكون إما غرفة ملابس ويضاف إليها سرير لشخص واحد، أو غرفة مكتب وهذا ما هو حاصل معي أنها غرفة مكتبي واقضي فيها وقتاً طويلاً، فإذا حل الليل وأنا في المكتب يكون من الإزعاج أن ادخل غرفتي في وقت نوم زوجي فأضفت في غرفة المكتب سريراً أنام عليه في مثل هذا الظرف، كما أصبح زوجي أيضاً يستخدمها إذا مضى عليه الليل وهو يعمل أو جاء للمنزل متأخراً. الغرفتان أمر مزعجٌ! أما أم مهند وهي متزوجة من سنتين فمسألة الغرفتين من أكثر الأمور المزعجة لها،وتقول: رغم أن زواجي لم يمض عليه أكثر من عامين، فزوجي بعد ستة أشهر خصص غرفة نوم أخرى في المنزل وضع فيها مكتبته وتلفازا وتوابعه من فيديو ورسيفر، وعندما اعترضت عليه قال لي إنه يحب السهر وهو فعلاً كذلك، ولكني أرى أن الأمر لا يستدعي وجود غرفة، وأصبحت أشعر أن المسافة باتت بعيدة بيننا وعندما أفاتح زوجي في هذا الأمر يتعامل معي بعدم مبالاة ويقول أنتم ي"الحريم كذا" ترون صغائر الأمور كبيرة وتضخمونها حتى تحولنها لمشكلة، فهو يرى طالما الغرفة داخل المنزل فليس هناك مشكلة.. فوائد ومضار و تذكر الأخصائية النفسية منى الفهيد أخصائية علاقات أسرية أن وجود الغرفتين للأزواج في هذا الوقت حسب ما ترى ممن يزورها أضحت شبه ظاهرة، وقالت: كثير من الأزواج الذين أراهم كل منهم ينام في غرفة لوحدة، والبعض منهم يكون باتفاق بين الطرفين، ومنهم من يكون بإصرار من أحد الأطراف، مشيرة إلى أن هذا الوضع له فوائد في حالات معينة وله مضار. وأضافت أن الأزواج في بداية حياتهم يفضل أن يكونوا في غرفة واحدة مشتركة، حيث أن الفصل في العشر سنوات الأولى يتسبب في برود عاطفي ثم انفصال عاطفي، فالوضع الطبيعي أن هذه العشر سنوات الأولى مازال الأزواج يعيشون حالة رغبة واحتياج لبعضهما، ولكن ما يحدث اليوم عكس ذلك فقد رأيت كثير من الأزواج خاصة الرجال قبل أن يدخلوا الحياة الزوجية لديهم تخطيط بإيجاد غرفة أخرى وهذا الوضع يصدم كثير من الزوجات؛ خاصة من كانت لديها أحلام وردية عن الحياة الزوجية؛ علماً أن بعض الرجال عندما يفعلون هذه المسألة لا يقصدون منها أي أمر سيئ، وإنما المحافظة على بقايا حياة العزوبية السابقة لا سيما أن الشباب في هذه الفترة كثرت مشاغلهم واهتماماتهم بصرف النظر عن جدواها. وأشار إلى أن وجود غرفتين للأزواج تكون ذا فائدة عندما يدخل الملل الحياة الزوجية؛ وفي العادة تحصل هذه الحالة مع تقادم عمر الزواج فوجود غرفتين قد تحرك مشاعر الاشتياق لدى الطرفين..